يومية عامل جني المحاصيل 25 ألفاً والموظفون أول اللاهثين لترقيع مداخيلهم
دمشق – ميس بركات
خلافاً للنظرة المتوارثة عبر الأجيال والتي كانت تحمل في مضمونها الكثير من “الهيبة والترف” لأصحاب الوظائف، وخاصىة الحكومية منها، في زمن سابق بتنا نطلق عليه اليوم “الزمن الجميل”، نجد هروباً للكثير من الموظفين خلال هذه الفترة من العام من زيّ “الموظف الأنيق” والاتجاه للعمل في الأراضي الزراعية، وهنا لا نحصر العمل بأرضه التي يملكها، بل العمل في أراضي الغير، خارج البلد، أو حتى داخل البلد، لأولئك الذين لا يسمح لهم مركزهم الإجتماعي وانشغالاتهم بإضاعة الوقت في العمل بأراضيهم، ليجد الكثير من العاطلين عن العمل والموظفين أيضاً مكسباً ومصدر رزق لا يُستهان به، خاصة وأن “يومية ” العامل في الأرض اليوم تتراوح بين الـ 25 ألفا إلى 35 ألفا حسب الاختصاص الذي قسمه أهل الخبرة.
ومع بدء موسم قطاف محاصيل الزيتون والتفاح والعنب، ازدادت الإجازات الإدارية المأجورة وغير المأجورة طمعاً بالعمل في تلك الأراضي التي تُدر عليهم قرابة المليون ليرة شهرياً وهو ما لا يحلم به بالعمل خلف مكتبه لأشهر طويلة، ويؤكد سامر العُلبي”دكتور في الإقتصاد” اتجاه العديد من الشباب اليوم من حاملي الإجازات الجامعية للعمل في جني المحاصيل الزراعية على مدار العام طمعاً بالكسب المادي الذي يدفعه لهم أصحاب تلك الأراضي، وعلى الرغم من تساوي عدد ساعات العمل في الأرض مع ساعات عمل الموظف مع اختلاف الجهد الجسدي المبذول، إلا أن “يومية” العمل في الأرض لا تقارن بتلك، لذا نجد فئة كبيرة من الموظفين يتجهون لهذا العمل خلال فترات المواسم الزراعية بهدف “ترقيع” حياتهم المعيشية وسد الفجوات الكبيرة بين رواتبهم والقوة الشرائية، وأكد العُلبي أن ترك الوظيفية لأشهر معينة والعمل في القطاف لا يقتصر على الرجال بل يتعداه للإناث الموظفات في الكثير من الأحيان مع أجور مضاعفة لهم، وهذا ما يعزز الاقتصاد الوطني لاسيّما وأن الزراعة هي صمام الأمان في سورية ونقص اليد الزراعية العاملة والتأخر في جني المحاصيل خاصة الزيتون يقلل من جودة ونوعية الزيت المنتج، بالتالي كان لزاماً على الجهات المختصّة توفير هذه اليد العاملة سابقاً، لكن اليوم مع تردي الوضع المعيشي وجدت الكثير من الفئات العاملة والعاطلة عن العمل ضالتها بالعمل المأجور في مواسم القطاف.