كساد في العسل السوري والحاجة ماسة لانسيابه إلى الأسواق العالمية
دمشق- ميس بركات
خلال أعوام قليلة استطاعت سورية تجاوز عتبة استيراد خلايا النحل، والتوجّه نحو تصدير العسل، واستعادة مكانة العسل السوري في الأسواق العالمية، وبحسب ما أكده إياد دعبول رئيس أمانة سورية لاتحاد النحالين العرب في تصريح لـ “البعث” بأن تراجع إنتاج هذه الثروة خلال سنوات الحرب أفقدها مكانتها في الأسواق العالمية، وأفسح المجال لأصحاب الجشعين لاستغلال حاجة المرضى لهذا الصنف الدوائي، وإنتاج أنواع من الأعسال المغشوشة التي تعتمد على السكر كمادة أساسية لتصنيعها وطرحها في الأسواق على أنها أعسال طبيعية، وعلى الرغم من استعادة هذا القطاع عافيته، وإنتاجه كميات فائضة عن السوق المحلية، إلا أن الأصناف المغشوشة مازالت حاضرة وبقوة خاصة في المناطق الشعبية.
دعبول أكد أن إنتاج سورية من النحل قبل الأزمة كان حوالي 3150 طناً بوجود 730 ألف خلية نحل، ومع حلول الحرب تراجعت أعداد الخلايا، وهاجر أغلب أصحاب المهنة، إضافة إلى تدمير ممنهج للخلايا وحرق مفتعل لها، لتنخفض أعداد الخلايا إلى 150 ألف خلية عام 2017 الذي كان عام الانطلاق من جديد والتدخل الإيجابي للأمانة من خلال إعادة تعويض الفاقد من خلايا النحل، حيث تم بالتعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية توزيع أعداد من الخلايا الخشبية ومعدات النحالين، وتدريب فنيين جدد، وإدخالهم في سوق النحل، وتقديم الدعم المادي والفني لهم، إضافة إلى دعم الأسر الفقيرة بمشاريع صغيرة لتربية النحل، كما تم خلال العام الحالي التوجّه لزراعة المحاصيل الرحيقية ذات الجودة المرتفعة، وتم تنفيذ مشروعين لزراعة الزعتر الخليلي الذي يعتبر نباتاً غذائياً طبياً ومرعى مميزاً للنحل ينتج أعسالاً متميزة لها طلب في السوق الخارجية للتصدير، مشيراً إلى أن أعداد خلايا النحل وصلت بين عامي 2017-2021 إلى قرابة الـ 500 ألف خلية نحل، وقد ساعدت الظروف المناخية ببداية هذا العام على توفر المرعى الجيد للنحل، وبالتالي زيادة الإنتاج، لكن ضعف الاستهلاك في السوق المحلية، ووجود فائض في الإنتاج، أوجدا حاجة للتصدير، الأمر الذي يتطلب توفر منتج عضوي جيد، ووجود شركات شحن قادرة على إيصال الأعسال للدول الأخرى، ولكن بسبب انتشار وباء “كورونا” تم إغلاق الكثير من الدول وعدم استقبالها للبضائع، وبالتالي كساد الكثير من المنتجات في سورية، ومنها العسل، وأكد دعبول الحاجة الماسة اليوم لإعادة تواصل المنتج المحلي مع الزبون الخارجي لترميم الصدع الذي حصل، وبالتالي إعادة انسياب العسل للأسواق العالمية.
رئيس اتحاد النحالين أكد أن سعر العسل الطبيعي اليوم يتراوح بين 20-30 ألف ليرة، وهو سعر منخفض مقارنة بالسعر العالمي ومنصف للنحالين الذين يتحمّلون أعباء مالية عالية وصعوبات معنوية جمة أهمها رفض الكثير من أصحاب الأراضي وضع الخلايا في أراضيهم رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها النحل كملقح خلطي للكثير من النباتات، وعدم توفر الكثير من التسهيلات للنحالين أثناء نقل الخلايا من منطقة لأخرى، والحاجة الكبرى للمساعدة بتسويق الأعسال، وإعادة تموضع العسل في الأسواق العالمية.