لامبالاة وانعدام مسؤولية.. أبطالنا ناموا في العراء في بطولة الجمهورية بكرة المضرب
لم تكد وسائل التواصل الاجتماعي تنسى خبر صورة اللاعبين المشاركين في بطولة الجمهورية للكاراتيه التي استضافتها محافظة حماة، وما فيها من لامبالاة وانعدام بالمسؤولية للمنظّمين، حتى حصلت “البعث” على صورة حصرية للاعبتين مشاركتين في بطولة الجمهورية الأخيرة بكرة المضرب التي استضافتها محافظة اللاذقية الأسبوع الماضي، وتظهر اللاعبتان وهما نائمتان على ظهر سيارة خارج مكان الإقامة المخصص للفرق، وذلك بسبب رداءة المكان، وعدم ملاءمته للكبار، فكيف للصغار، وهو مكان ضيق بلا كهرباء، ومليء بالحشرات، ولكم أن تتخيلوا الواقع حتى بات النوم في العراء أفضل، وعلمنا طبعاً من مصادرنا أن أغلب اللاعبين لم يستطيعوا النوم، وكانوا خارج “الشاليه” المخصصة لهم.
البطولة بشكل عام شهدت حالة استياء واسعة من الجميع، سواء من اللاعبين، أم الكوادر الإدارية والفنية بسبب التكاليف المرتفعة للبطولة، والتاريخ غير المدروس لموعد إقامتها، وهو ذروة موسم السياحة والاصطياف في المدن الساحلية، فجرى البحث بـ “السراج والفتيلة” عن “شاليه” رخيصة الثمن، وللأسف الأسعار كانت مرتفعة جداً، وما عثر عليه لا يصلح بكل تأكيد لمن نرى فيهم مستقبل اللعبة، إلا إن كان اتحاد كرة المضرب لا يفكر إلا بيومه.
كان بالإمكان تأجيل البطولة أسبوعاً آخر حتى لو كانت المدارس قد افتتحت، وكان الاتحاد تمكن من إقامتها في ظروف أفضل بكثير ولم يتعطل اللاعبون عن دوامهم إن بدأت الخميس بعد الظهر مثلاً، وكلنا نذكر أن أكثر من بطولة أقيمت أوقات امتحانات الطلاب، أي أن المدارس آخر هم القائمين على البطولات في اتحاد المضرب، هذا إن أصر على إقامتها في اللاذقية، ما يوصلنا إلى سؤال مهم: لماذا لم تقم البطولة في دمشق، مكان متوسط المسافة لأغلب المشاركين، والملاعب متوفرة، والإقامات أفضل في فنادق الاتحاد العام؟ ربما لأن أحدهم لم يرد أن ترى رداءة التنظيم، كما حصل في البطولة الأخيرة لكرة المضرب التي أقيمت في السويداء، أو أن هناك من يريد الاصطياف والاستجمام قبل نهاية الموسم.
وكان بالإمكان أن يقوم الاتحاد بإعفاء المشاركين من رسوم المشاركة على الأقل، والبالغة 4 آلاف ليرة للاعب، ما يخفف العبء قليلاً مقابل الإطعام والإقامة، فالعبء المادي أدى لعزوف أكثر من بطل – كربيع سليم مثلاً – عن المشاركة، وهذا مؤشر سيىء إذا كان اتحاد اللعبة يأخذ على محمل الجد النهوض باللعبة في ظل كل ما يعصف بها.
عموماً، لم تعد المسألة مسألة موعد أو طريقة تعامل وتنظيم فحسب، بل أصبحت مسألة إهمال كامل في ظل انعدام المساءلة من قبل المكتب التنفيذي، المسؤول الأول أمام الشارع الرياضي بعد كل هذه الصور، وما تسرب عن واقع مخيف لرياضتنا، وكيف يكون لنا الحق بإطلاق الوعود لتحسين واقع الرياضة، والمشاركة الأقوى في الأولمبياد القادم، ونحن لا ندري بكل ما يجري في أروقة الاتحادات، وإن كنا ندري فالمصيبة أعظم!.
سامر الخيّر