إدخال مناطق جذب على الخارطة السياحية واستثمار في الآثار وتنشيط الرحلات
دمشق- عبد الرحمن جاويش
تستكمل الشركة السورية للنقل والسياحة إنجاز مشروع خارطة الاستثمار السياحي في سورية وإدخال مناطق جديدة محدثة على الخارطة، وذلك بعد تحديد الأولويات لمناطق الجذب السياحي، وتقييم الدراسات التخطيطية المعدة سابقاً بكل مكوناتها بما يتوافق مع الواقع الراهن.
وأوضح مدير عام الشركة فايز منصور في تصريح لـ “البعث” أن وزارة السياحة تقوم حالياً بإعداد خارطة استثمارية خاصة بالمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة من قبل الوحدات الإدارية المعنية، مع المساعدة في تخطيط المحاور السياحية، وفي أعمال التهيئة وإعداد دفاتر الشروط للفرص الاستثمارية، وإقامة مشاريع شواطئ نموذجية مزودة بالخدمات السياحية اللازمة في أراضي الوزارة مخصصة للاستثمار السياحي، وأراضي أملاك عامة بحرية قبالتها بأسعار تناسب الشريحة المتوسطة وذوي الدخل المحدود.
وأشار منصور إلى أن هناك استمراراً بتحديث كافة معطيات مدخلات خارطة الاستثمار السياحي بما يشمل المواقع المهيأة للاستثمار، ومناطق التطوير الكبرى، ومواقع السياحة العلاجية، والسياحة الدينية والجبلية، وإسقاط مخططات البنى التحتية التي تم إنجازها في مناطق الاستملاك، مشيراً إلى أن هناك مشروعاً من باكورة المشاريع الاستثمارية السياحية، كإعادة محافظة القنيطرة إلى الخارطة السياحية بعد خروجها عنها جراء الحرب الظالمة، حيث يتم العمل حالياً على تنفيذ مشروع سياحي على سد المنطرة، وسيبصر النور خلال شهر، وهو رسالة موجّهة للعدو القريب من المنتجع 2 كم، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تعطي دفعاً قوياً لأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في نقاط الجذب السياحي.
وفيما يتعلق بالمشاريع السياحية الداخلية، هناك دراسات وتمويل وتنفيذ منشآت ومكونات لمشاريع خدمية شاطئية وعبر الأذرع الاقتصادية للوزارة كالشركة السورية للنقل والسياحة، والشركة السورية العربية للمنشآت السياحية بالتعاون مع الوزارات المعنية، حيث تتابع تنفيذ مشاريع على الشواطئ وفي مواقع الارتياد السياحي من خلال إبرام عقود استثمار على الأراضي المملوكة من قبل الوزارة والجهات الأخرى، وذلك باشتراطات ومحفزات خاصة تضمن الحصول على خدمات سياحية مقبولة وفق سياسات تسعير محددة لتكون بمتناول شريحة عريضة من المواطنين.
وأوضح منصور أن الوزارة تقوم حالياً بتنشيط السياحة الداخلية الشعبية من خلال إقامة مشاريع تناسب شرائح المجتمع، وخاصة ذوي الدخل المحدود، والشركة قائمة على مجموعة من المهام، وتعتبر الذراع التنفيذي لوزارة السياحة، وذلك ضمن توجيهات الوزارة بإقامة مشاريع شاطئية بأسعار مناسبة في طرطوس واللاذقية عبارة عن شاليهات خشبية مخدمة بالكامل، وهناك تنوع في المنشآت المقامة على الشواطئ، ونفذت الشركة أيضاً مجمعاً سياحياً بالرمل الجنوبي في اللاذقية يضم مطعماً شتوياً، وآخر صيفياً، وخدمات شاطئية، وملاعب رياضية، وصالة لألعاب الأطفال.
وبيّن منصور أن الشركة حصلت على موافقة المجلس الأعلى للسياحة لتجهيز شاطئ الكرنك بمدينة طرطوس وتأهيله كموقع شاطئي شعبي دخل بالاستثمار، كما أن هناك مشروعاً حيوياً وهاماً للسياحة الشعبية، وهو مجمع شاهين السياحي من المشاريع الهامة على الساحل السوري للقطاع الخاص يؤمن أكثر من 800 فرصة عمل لخريجي الكليات والمعاهد والمدارس الفندقية والسياحية، يضم شاليهات طابقية، وفندق إقامة، ومسبحاً من الدرجة الممتازة 4 نجوم، ومطعماً، ومركزاً تجارياً، ومكاتب تجارية، كما يضم المنتجع شاطئاً رملياً، ومسطحات خضراء، وألعاباً مائية، وألعاب أطفال، وسوبر ماركت، ومواقف سيارات، كما أن هناك مشروعاً حيوياً طالما اشتاقت له محافظة حمص، وهو فندق تعود ملكيته للاتحاد الرياضي العام بعد إعادة ترميمه وتأهيله، ويضم 26 غرفة، و4 أجنحة، و51 سريراً، و60 كرسي إطعام.
وبيّن منصور أن الوزارة تعمل على إعداد دراسة خاصة بأسعار الدخول والإقامة في المنشآت السياحية الشعبية لتكون مناسبة لجميع المواطنين، بحيث لا يتجاوز رسم الدخول لهذه الأماكن 500 ليرة، وفي حال المنامة 3500 ليرة سورية، نظراً للظروف التي يمر بها المواطن لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وأشار مدير الشركة إلى البدء بتنفيذ خطة الوزارة بإعادة تأهيل المناطق الأكثر جذباً وإدخال مناطق جديدة ومناطق أخرى محدثة، وذلك ضمن الخارطة السياحية لجعلها مناطق جذب للسياحة الشعبية بخدمات متكاملة، مع تقديم كافة التسهيلات اللازمة لاختيار أي مكان، واختيار الأراضي من قبل الوزارة أو الدولة لإعطاء الشركة الحق بإقامة المشاريع الجديدة في المناطق المحدثة، وهناك تسهيلات للمنشآت الصغرى والكبرى، والوزارة تدعم التوجه نحو تنشيط السياحة الشعبية، ودعم أصحاب مشاريعها، وخاصة المناطق الجديدة، ومن ضمن التوجهات تنشيط الرحلات السياحية، حيث بيّن منصور أن هناك خطة لتحديث أسطول الكرنك والبولمانات، وتخفيض أسعار الرحلات، إضافة لإمكانية رفد الشركة ببولمانات جديدة.
وعن ملتقى الاستثمار تحدث منصور مؤكداً أهمية الملتقى في دعم المستثمرين، ومثال على ذلك ملتقى طرطوس الأخير الذي أتى بطروحات مثمرة ومشجعة، إضافة للخطط الاستثمارية والمستقبلية، فهناك خطط مستقبلية طويلة المدى لتحسين واقع السياحة ولحظ نقاط للجذب السياحي الداخلي والخارجي، وضمن خطة الوزارة لتحديث منظومة الخارطة السياحية، سيتم افتتاح الكثير من المنشآت السياحية خلال الفترة القادمة لتوسيع الخارطة الاستثمارية التي تؤمن فرص عمل من خلال المشاريع السياحية الجديدة، وهناك نية لإنجاز مشاريع جديدة ضمن خطة الموسم السياحي القادم، والتوجه لاستثمار مناطق سياحية أثرية وتراثية وثقافية مخدمة بالكامل لتنشيط الزيارات لهذه المواقع، والدراسات وخطط التنفيذ جاهزة وكلها ضمن الخطط الاستثمارية للوزارة والشركة، مشيراً إلى أن الوزارة تقدم العديد من التسهيلات لأصحاب المنشآت السياحية من خلال قانون الاستثمار الجديد الذي يتضمن العديد من الإعفاءات، إضافة لوجود مركز خدمات المستثمرين لتسهيل إنجاز معاملات المستثمرين.