على خُطا باقي الزراعات.. توقعات بارتفاع أسعار الحمضيات مع انخفاض إنتاجها
دمشق- ميس بركات
يترقب مزارعو الحمضيات هذا العام الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لتسويق إنتاجهم بكثير من التخوّف وقليل من الأمل، إذ لم يطابق واقع إنتاج الحمضيات لهذا العام المجهود المادي والجسدي الذي بذله فلاحو الساحل لزيادة إنتاجهم وتسويق محصولهم للأسواق المحلية والخارجية، لتجري رياح إنتاجهم عكس ما اشتهت سفن الفلاح، وأصبح لزاماً عليهم الانصياع لرأي وزير الصناعة الأخير بعدم وجود ضرورة لإنشاء معمل عصائر حكومي كون حمضيات الساحل لا تصلح للعصر.
إنتاج الحمضيات الذي انخفض هذا العام بنسبة 27.3 في المئة مقارنة مع المتوسط العام للسنوات الخمس الماضية، جاء نتيجة العطش والتغيّرات المناخية التي أثرت على الإنتاج الزراعي ككل، وفق ما أكده سهيل حمدان مدير مكتب الحمضيات في تصريح لـ”البعث”، لافتاً إلى أن انخفاض إنتاج محافظة اللاذقية بنسبة 31.7 في المئة وطرطوس بنسبة 12.5 في المئة سيؤدي إلى خروج إنتاج اللاذقية لهذا العام من سباق التصدير، ولاسيّما أن ثمارها ستتعرض للتلف لاحقاً.
حمدان أكد توزّع مزارع الحمضيات بين الإنتاج الجيد والرديء غير الصالح للتسويق المحلي، مع العلم أن الإنتاج المحلي للحمضيات ورغم انخفاضه هذا العام يغطي حاجة السوق المحلية، وهنا لا يمكننا جعل التغيّرات المناخية الشمّاعة التي نلقي عليها خسائرنا، فالجفاف وعدم تأمين كميات مياه الري اللازمة لنمو وتطور ثمرة الحمضيات وخاصة في المراحل الحرجة لنمو الثمار، وذلك في بعض مناطق زراعة الحمضيات في اللاذقية نتيجة تراجع مخزون السدود هذا العام هو أحد الأسباب المهمّة لتراجع الإنتاج، في المقابل هناك الكثير من المزارع المُهملة من قبل أصحابها لأسباب شخصية، أبرزها نقص اليد العاملة في الأراضي الزراعية الساحلية، الأمر الذي أدّى لإنتاج ثمار مشوّهة ستؤثر حتماً على رفع أسعار الحمضيات لهذا العام في حال وُجدت حركة تصدير جيّدة وطلب كبير على المادة.
مدير الحمضيات أشار إلى ضرورة تأمين عقود تصديرية دائمة بدلاً من العقود الخارجية المعمول بها خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى ضرورة وجود مراكز توضيب للحمضيات وفرز الأنواع ذات الجودة العالية للتصدير والأنواع الجيدة للاستهلاك المحلي، إضافة إلى الجزء الأهم والذي يشكّل 20-25% من جميع الأصناف للعصائر، ولاسيّما أن فكرة المعمل قائمة منذ أكثر من خمسة أعوام لمساعدة الفلاح في إيجاد قنوات تسويقية دائمة لمحاصيله وتصريف إنتاجه، وعلى الرغم من طرح المشروع للاستثمار عدة مرات إلّا أحداً لم يتقدم لتنفيذه، علماً أن حمضيات سورية خضعت لاختبارات مطلوبة “نسبة السكريات، نسبة حموضة” وجاءت بالإيجابية وصلاحيتها المضمونة للعصير.
ولم يُخفِ حمدان أهمية الإسراع بإنشاء معمل العصائر كونه يحافظ على توازن السوق ويشكل رافداً مهماً للقطع الأجنبي، بدلاً من إتلاف كميات ليست بالقليلة أو تركها غذاء للمواشي مثلما حصل لعدّة أعوام سابقة ما أوجد ردود فعل سلبية لدى الفلاحين وتوجّههم لأعمال أخرى متخلّين عن مصدر رزقهم الأساسي.