حملة إسرائيلية مسعورة على مدن وبلدات الضفة
جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اليوم اقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، بينما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمام المصلين الفلسطينيين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن سلطات الاحتلال وفي اعتداء جديد على المقدسات الإسلامية أغلقت الحرم الإبراهيمي أمام المصلين منذ فجر اليوم بينما وفرت الحماية للمستوطنين لاقتحامه، كما كثفت قوات الاحتلال حواجزها في المنطقة الممتدة من الحرم الإبراهيمي إلى سوق البلدة القديمة في الخليل ومنعت الفلسطينيين من المرور.
وفي الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيّمي العروب والفوار في مدينة الخليل، وذلك أثناء اقتحامها المخيمين وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه منازل الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وأصيب عدد من الفلسطينيين في اعتداء قوات الاحتلال عليهم قرب بلدة نعلين غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وذكر مصدر إعلامي أن قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزها قرب البلدة أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وفي بلدة تقوع في مدينة بيت لحم أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين في قمع قوات الاحتلال مظاهرة لطلبة المدارس في البلدة دعماً للأسرى في معتقلاته.
وذكرت وكالة معا أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه المشاركين في المظاهرة عند مدخل البلدة الشمالي ما أدّى إلى إصابة عدد من الطلبة بحالات اختناق، كما اعتقلت أربعة فتية فلسطينيين في منطقة وادي الحلقوم غرب مدينة بيت لحم أثناء عودتهم من مدرستهم في بلدة تقوع شرقها.
وفي بلدة قراوة بني حسان في سلفيت اقتحمت قوات الاحتلال البلدة واعتقلت فلسطينياً، كما اعتقلت ثلاثة شبان عند أحد حواجزها في بلدة النبي صالح في رام الله.
إلى ذلك عمّ إضراب شامل مدينتي جنين وطوباس بالضفة الغربية تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية شمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والخدمية.
ومنذ تمكّن ستة أسرى يوم الاثنين الماضي من تحرير أنفسهم عبر نفق حفروه في معتقل (جلبوع) يشنّ الاحتلال الإسرائيلي حملة قمع وتنكيل بحق الأسرى من خلال تكثيف اقتحام المعتقلات والاعتداء عليهم وعزلهم في زنازين انفرادية ومحاربتهم في كمية الغذاء والماء وحرمانهم من زيارة ذويهم في انتهاك سافر للاتفاقيات والمواثيق الدولية.
ودعت القوى الوطنية إلى التظاهر عصر اليوم نصرة للأسرى الفلسطينيين في نضالهم البطولي بوجه الاحتلال ودعماً للأسرى الأربعة الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال اليومين الماضيين.
في غضون ذلك، يواصل الأسير الفلسطيني كفاح الحطاب إضرابه المفتوح عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين الستة الذين حرّروا أنفسهم عبر نفق حفروه بأيديهم في معتقل “جلبوع” وأعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال أربعة منهم.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها اليوم بأن الحطاب المعتقل منذ 2002 يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الثاني على التوالي تضامناً مع الأسرى الستة.
وأعادت قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين اعتقال أربعة من الأسرى الستة ومنعت عنهم الزيارة في ظل مطالبات فلسطينية للمجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحقهم وتوفير الحماية لهم.
وفي قطاع غزة المحاصر، شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم عدواناً جديداً على القطاع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شنّ سلسلة غارات مستهدفاً بالصواريخ مدخل مخيم المغازي وشارع صلاح الدين وسط القطاع وخان يونس جنوبه ما ألحق أضراراً جسيمة بممتلكات الفلسطينيين والبنى التحتية.
سياسياً، حذّرت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية مجدّداً من تداعيات انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم: إن المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي يتعرّضان لأبشع عملية تهويد وتغيير لمعالمهما وطمس هويتهما الحضارية الإسلامية والعربية الفلسطينية خدمة لمصالح الاحتلال.
وأكدت الوزارة أنه كلما أغرق المجتمع الدولي في صمته تجاه انتهاكات الاحتلال ضد المقدسات الفلسطينية يمعن الاحتلال في انتهاكاته ضد الحرمين الشريفين في كل من القدس والخليل بهدف تهويدهما.
وطالبت الوزارة مجدّداً الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الجرائم والانتهاكات عبر اتخاذ إجراءات عملية لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة وتوفير الحماية للمقدسات الفلسطينية من غطرسة الاحتلال.