هل يحارب نادي الوحدة طواحين الهواء أم أن الأزمة داخلية؟
ناصر النجار
فوجئت الأوساط الكروية مساء الخميس الماضي باستقالة مدرب فريق الوحدة لكرة القدم ماهر بحري بطريقة لا تمت إلى الاحتراف بصلة، تاركاً الفريق وحيداً قبل يومين من مباراته في الدوري مع عفرين، وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية وراء ما حدث، فإن هناك مشكلة كبيرة في نادي الوحدة من المفترض حلها قبل أن تتنامى أزمات النادي، وإن ثبت أن المدرب جاءه عقد إلى النجمة اللبناني مباشرة، فهذا الأمر مبيّت ولا يجوز، وتصرفه لا يدل على أنه مدرب محترف يحترم عقوده ومواثيقه، ومن جهة أخرى فإن نادي الوحدة يعاني من سوء الإدارة والتصرف، ولو كان الوضع سليماً ما تجرأ المدرب على الهروب في وضح النهار، خصوصاً مع عدم وجود شرط جزائي في عقد المدرب!.. سوء الإدارة يكمن في التصرف الفردي والتحكم بالقرارات من قبل شخص رئيس النادي وحاشيته، وهذا ما جعل ستة أعضاء يقدمون استقالاتهم قبل شهرين، فباتت الإدارة بحكم المستقيلة، كما صرح رئيس الاتحاد الرياضي العام في وقت سابق.
وإذا اطلعنا على فحوى استقالات أعضاء الإدارة، وجدنا أن الأسباب تأتي من كونهم مهمّشين في العمل، وهذا أوقع النادي بمطبات عديدة، وجعل من الرقابة والتفتيش ضيفاً دائماً على النادي، وخرجت بمقررات ليست بمصلحة النادي في شيء، ونحن عندما نتعامل مع ناد كبير بحجم نادي الوحدة وتاريخه وعراقته، وحجم الاستثمار الكبير الموجود فيه، فإننا نتعامل مع الأرقام والحقائق، ولا يهمنا في الموضوع “زيد أو عبيد”.
المستوى الرياضي الذي تقدمه فرق النادي لا تلبي الطموح، ونحن لا نستطيع التغني بالكرة الطائرة، هذه اللعبة المهملة من كل الأندية، ولا تنافس حقيقياً فيها، وأفضل لاعبي القطر موجودون في نادي الوحدة، بل مقياسنا هو كرتا القدم والسلة لوجود المنافسة الكبيرة على هاتين اللعبتين، لذلك يجب الاعتراف بأن كرة القدم في النادي متدهورة ولا تقاد بالشكل الصحيح، والدليل مستوى النتائج والأداء والعروض، وهذا لا يقتصر على فريق الرجال، بل يتعداه إلى بقية فرق النادي، فلم يكن أحد من المتابعين يتصور أن يخسر فريق رديف الشباب بخمسة أهداف أمام الجيش، وبستة أمام المحافظة، وهذا دليل على أن فرق القواعد ليست بخير، وهذا لا يقتصر على هذه الفئة فقط، بل بقية الفرق ليست بأفضل، وفريق الرجال عندما يفشل بمواجهة المحافظة والمجد بدورته الكروية، وهما في طور الإعداد والتحضير ومن الدرجة الأولى، فهو دليل على أن الفريق لا يسير على الطريق الصحيح.
خلاصة القول: إن الوضع الإداري المتأزم في نادي الوحدة ينعكس على ألعاب النادي، خصوصاً كرة القدم، ولابد من حلول عاجلة لإنقاذ هذا النادي من حالة التيه التي يعيشها، فإما تثبيت استقالات الفريق، وإعادة تشكيل الإدارة، أو الإعلان عن انتخابات جديدة، أو ترميم الإدارة بأشخاص يملكون الخبرة وقادرين على الاضطلاع بمهام ناد كبير بمستوى نادي الوحدة، لكن الخطأ أن يبقى النادي معلّقاً إلى ما لا نهاية بعيداً عن الاستقرار والأمن والأمان.