بيسكوف: روسيا ليست طرفاً في النزاع الأوكراني الداخلي
علّق الكرملين اليوم الاثنين على إعلان كييف عن استعداد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشرط أن يتم خلاله طرح موضوع “احتلال القرم”.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف بهذا الصدد: إن “مناقشة موضوع القرم بهذه الصياغة غير ممكن، بل تلقي هذه الصياغة بظلال من الشك على إمكانية عقد مثل هذا اللقاء”.
وردّاً على سؤال عن المواضيع التي يمكن أن يبحثها بوتين وزيلينسكي في حال عقد لقاء بينهما قال بيسكوف: إنها “بالطبع تنفيذ كييف لاتفاقات مينسك (حول تسوية النزاع المسلح في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا) وما تم الاتفاق عليه أثناء قمة باريس (لـ”رباعية النورماندي” المعنية بتسوية الأزمة في دونباس) وكذلك العلاقات الثنائية”.
وردّ بيسكوف بنفي على سؤال عن استعداد موسكو لبحث موضوع الحرب والسلام في جنوب شرقي أوكرانيا مع كييف، قائلاً: “لا يمكننا أن نبحث موضوع نزاع أوكراني داخلي. ليست روسيا طرفاً في هذا النزاع. لم يتغيّر شيء في هذا الشأن وهو ما أكدناه مراراً على مختلف المستويات”.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن موضوع دونباس “يمكن بحثه من ناحية تنفيذ البنود المنصوص عليها بشكل واضح تماماً في وثيقة مجموعة التدابير الموقعة في مينسك”.
وفي 5 أيلول أعلن بيسكوف أن بوتين مستعد للقاء زيلينسكي من أجل “السير معاً في طريق تطبيع العلاقات الثنائية”، مشيراً إلى أن التحضيرات لهذه القمة لم تبدأ بعد.
وفي اليوم التالي أعلن زيلينسكي أن روسيا لا تريد “إنهاء الحرب” في دونباس بسرعة، ووعد بإرغام القيادة الروسية على بدء مناقشة “إنهاء احتلال” الأراضي الأوكرانية.
وعلّق بيسكوف على إمكانية نشر منظومات “إس-400” الروسية للصواريخ المضادة للجو في بيلاروس، مشيراً إلى أن الحديث يدور عن مسألة ضمان مصالح أمن الدولتين الروسية والبيلاروسية وأمن دولة الوحدة بينهما.
واعتذر بيسكوف عن تحديد المواعيد المحتملة لبدء توريدات منظومات “إس-400” إلى بيلاروس، مضيفاً: إن المواضيع الخاصة بالتعاون العسكري التقني بين موسكو ومينسك تتم مناقشتها دائما أثناء اتصالات بين زعيمي البلدين، وإن “هذا التعاون سيتطوّر”.
وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أعلن سابقاً أن مينسك تخطط لشراء أسلحة روسية بقيمة تفوق مليار دولار، مضيفاً: إن مينسك تجري مفاوضات مع موسكو حول توريد عدد من منظومات من طراز “إس-400” لبيلاروس.
أما تدريبات “الغرب 2021” العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروس، فقال بيسكوف: إنها ليست أول تدريبات من هذا النوع، موضحاً أن الحديث يدور عن “عملية مستمرة” من رفع المهارات والجاهزية القتالية للقوات المسلحة في كلا البلدين.
وكان الرئيس الروسي قد وصل اليوم الإثنين، إلى إقليم نيجني نوفغورود لمتابعة التدريب الاستراتيجي الروسي البيلاروسي المشترك “مناورات غرب 2021”.
ويتابع أكثر من 120 ممثلاً عسكرياً من 45 دولة أجنبية المرحلة الرئيسية من التدريبات الاستراتيجية الروسية البيلاروسية “غرب 2021” في ملعب مولينو في إقليم نيجني نوفغورود.
وأثارت “التدريبات الاستراتيجية المشتركة اهتماماً كبيراً بين الملحقين العسكريين الأجانب ومن بينهم ملحقون عسكريون من بلدان رابطة الدول المستقلة وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، للصحفيين: “المنطقة الآسيوية ممثلة على نطاق واسع وممثلو دول أوروبية أيضاً موجودون بينهم النمسا وصربيا وفنلندا وسويسرا والسويد”.
ويتم تحقيق أهداف الحلقة الرئيسية لمناورة الغرب 2021 على مراحل. أولاً، تكافح القوات الصديقة من أجل الحفاظ على مواقع الدفاع، وتسعى إلى إيقاع القوات المعادية المهاجمة في ما يمكن أن يصبح فخاً، وتصدّ الهجوم الجوي.
وانطلقت فعاليات التدريب الاستراتيجي (مناورة الغرب 2021) في 10 أيلول، وتستمر حتى 16 أيلول.