على خلفية تلوث مياه الشرب.. قضية “وادي الهدة” تستأثر بمناقشات مجلس محافظة طرطوس
طرطوس – رشا سليمان
استأثرت قضية معمل وادي الهدة للنفايات الصلبة وما سببه من تلوث، بنقاشات أعضاء مجلس محافظة طرطوس، مطالبين بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة العالقة منذ عدة سنوات عندما تم الاتفاق على نقل القمامة إلى بادية حمص، حيث أقدمت وزارة الإدارة المحلية على طرح المعمل للاستثمار، وهذا يخالف ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة والمحافظ ومجلس المحافظة، كما تم إصدار قرار من مجلس المحافظة بهذا الشأن، خاصة أن تجمع القمامة يؤدي إلى ضرر كبير للبيئة.
وفي رده على الأعضاء، بيّن المهندس جابر حسن عضو المكتب التنفيذي المختص أن موضوع مكب وادي الهدة مقلق للجهات الإدارية والرسمية في محافظة طرطوس لأنه ضمن منطقة سكنية، وقد تسربت مياه القمامة فيه بعد اختلاطها مع نهاية خط الصرف الصحي لقرية (بشبطة) إلى مياه الآبار ولوّثت مياه الشرب في المنطقة، وأضاف بأن المحافظة عملت بكامل طاقتها لحل المشكلة ونقل الرشاحة إلى مكان آمن، فخف التلوث إلى أكثر من النصف، موضحاً أن المحافظة تعمل حالياً من خلال دراسة أعدت لتغيير خط الصرف الصحي في القرية المذكورة إلى منطقة يحمور، وتشكيل لجنة أخرى للبحث عن أماكن آمنة بيئياً في الأملاك العامة تنقل إليها القمامة لتخديم طرطوس وضواحيها ريثما يتم وضع حل نهائي للمشكلة، كما طالب الأعضاء بمراقبة المولدات بكافة أنواعها، وأن تكون هناك موافقة من البيئة لكل مولدة لضمان السلامة البيئية من الضجيج والتلوث، وتزويد أبراج السكن الشبابي المسلّمة في المدينة بالمصاعد، خاصة أن هذه الأبراج تحوي أكثر من ١١ طابقاً، ولا توجد حتى الآن أية برجية مسلّمة مع مصعد.
وتساءل الأعضاء: لماذا نسبة تنفيذ أغلب مشاريع الصرف الصحي والصرف المطري ٠% منذ عام 2014، بالرغم من رصد أموال لهذه المشاريع، كما أشار الأعضاء إلى واقع النظافة غير المقبول في معظم الوحدات الإدارية، وأن بلدة الصفصافة لا تحوي مركزاً ثقافياً، علماً أنه تم استلام الأرض لإنشائه منذ 20 عاماً، وهناك تخوف من أن يتأخر إنجاز المنطقة الصناعية في البلدة أيضاً، مع وجود تساؤل: لماذا لم يتم وضع سوق هال الصفصافة في الاستثمار حتى الآن؟
وتطرّق الأعضاء إلى عمل المحطة الحرارية، والتلوث البيئي الذي سببه تسرب الفيول منذ عدة أسابيع، ووجّهت عدة تساؤلات حول الأمر: أين لجنة الطوارئ، وهل حضرت في الوقت المناسب؟ وأين معدات الطوارىء اللازمة والتقنيات لمحاصرة التلوث ومعدات الشفط، حيث لوحظت إزالة بقعة الفيول بطرق بدائية من قبل العمال غير المجهزين صحياً باستخدام سواعدهم وأدوات بسيطة للتخلص من آثار التلوث.
وفي رده على موضوع التلوث، بيّن بسام حمود نائب المحافظ بأن اللجنة المشكّلة لإزالة التلوث باشرت العمل فوراً حينها، وتم تقسيم العمل إلى ثلاث مراحل في الأيام الثلاثة الأولى، وإزالة كمية الفيول الواصل إلى البحر والشاطىء وعمق البحر، وتقسيم الشاطىء إلى قطاعات، وتم وضع كل آليات وإمكانيات المحافظة تحت تصرف اللجنة التي منحت حق التصرف واتخاذ القرار والتنفيذ دون العودة للمحافظ، وتم استخدام الزورق في العمق لتشتيت البقع النفطية وحلها، وعلى الشاطىء تمت إزالة البقع باستخدام آليات المحافظة، والمرحلة الثانية مراقبة الشاطىء والعمق من ظهور بقع نفطية أخرى لمدة ثلاثة أيام للتأكد من القضاء على التلوث، وتم في المرحلة الثالثة نقل كل مخلفات التلوث التي تمت إزالتها إلى مناطق بعيدة، ووضعها في مناطق آمنة بيئياً بموافقة مديرية البيئة.