مزاج الألمان و”اتحاد ميركل”.. نقطتان تعيدان الأمل
بعد أيام من الإحباط، كان الثلاثاء، مختلفاً في أروقة الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا؛ إذ عاد الأمل ليداعب التكتل قبل الانتخابات.
ومنذ أسابيع، يتراجع الاتحاد المسيحي “اتحاد المستشارة أنجيلا ميركل” بقوة في استطلاعات الرأي، وبات الأمر يشبه السقوط الحر مع فقدان الاتحاد المحافظ 10 نقاط كاملة في أقل من شهرين، وتهاويه لنسب غير مسبوقة منذ 1949.
وخلال الأسابيع الماضية، فشلت الرهانات التي اتخذها الاتحاد المسيحي (يمين وسط) لوقف التراجع، خاصة خطوة تعيين فريق عمل قوي لمرشح المستشارية الضعيف شعبيا، أرمين لاشيت، وتحديد برنامج قوي لأول 100 يوم من عمل الحكومة، وأخيرا تصعيد لغة الهجوم على متصدر السباق، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
لكن صباح الثلاثاء، حمل معه رياح الأمل إلى مقر الاتحاد المسيحي في برلين، الذي يفتقد لقوة ميركل في الشارع بعد قرار المستشارة التقاعد من الحياة السياسية بنهاية الفترة التشريعية الحالية.
وقبل 12 يوما من الانتخابات التشريعية المقررة في الـ26 من الشهر الجاري، بدأ الاتحاد المسيحي فجأة يتحرك للأمام في أحدث استطلاع للرأي.
ووفق الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “فورسا” الخاصة ونشرت نتائجه صباح اليوم، قفز الاتحاد المسيحي نقطتين مقارنة باستطلاع الأسبوع الماضي، محققا 21% من نوايا التصويت.
وما زاد معدل الأمل في أروقة الاتحاد، ثبات نسبة المنافس ومتصدر السباق الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) عند 25% فقط، وبات الفارق 4 نقاط فقط.
من ناحية أخرى، ظل حزب الخضر (يسار) في المرتبة الثالثة بـ 17%، ثم الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط) بـ11%، وحزب البديل لأجل ألمانيا (يمين متطرف) بـ11% أيضا.
وجاء حزب اليسار في المرتبة الخامسة بـ6%، علما بأن هامش الخطأ في الاستطلاع بلغ 2.5%.
وقبل نشر نتائج الاستطلاع قال ماركوس زودر، الرجل الثاني في الاتحاد المسيحي، وحاكم إقليم بافاريا (جنوب)، “إذا كانت لا تزال هناك فرصة لكسر هذا الاتجاه “أي التراجع في الاستطلاعات”، فستكون في هذا الأسبوع”.
وبعد مناظرة قوية بين لاشيت ومرشح الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية، أولاف شولتز، ومرشحة الخضر، أنالينا بربوك، مساء الأحد، توقع زودر تغيرًا في المزاج لصالح الاتحاد، وقال “كان أداء مقنعًا وفوزًا واضحًا بالنقاط لأرمين لاشيت بالمناظرة”.
وجاء تقييم زودر للمناظرة مختلفا عن تقييم وسائل الإعلام التي رأت أن الفائز بالمناظرة كانت بروبوك، تلاها شولتز، وحلّ لاشيت في المرتبة الأخيرة بعد فشل محاولاته في الهجوم على مرشح الاشتراكي الديمقراطي ودفعه لارتكاب أخطاء.