مجلة البعث الأسبوعية

الأندية والقيادة الرياضية وراء تراجع رياضتنا الأنثوية محليا وخارجيا.. والدعم مؤجل!

“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش

رغم أن رياضتنا الأنثوية تقدم مستوى جيدا في أي مشاركة خارجية، وبعضها نجح في تحقيق مراكز متقدمة في البطولات التي شارك فيها، إلا أنها ظلمت في الوقت نفسه، سواء في الأندية أم من قبل القيادات الرياضية التي تعاقبت على المكتب التنفيذي.

ولا شك أن موضوع الرياضة الأنثوية يستحق مساحة أكبر من الاهتمام، لكنه ما زال دون شك يدور في خانة الكلام فقط والدليل على ذلك أن العديد من الندوات التي أقيمت، وتقام، ما زالت تنادي بضرورة تقديم الدعم اللازم للرياضة الأنثوية، لكن كل ذلك مجرد وعود كلامية.

 

كلام و”بروظة”

فحتى اللحظة، نجد أن الدعم الذي يقدم للرياضة الأنثوية لا يخرج إلا عن البروظة الإعلامية خاصة عند القيادة الرياضية، التي لم تسارع للضغط على الأندية لكي تقدم الدعم لها وتدعم تلك الأندية ماديا، فكم من نادٍ سمعنا عنه أنه اعتذر عن المشاركة في أي نشاط أنثوي بسبب عدم دعمه، وهناك أندية أخرى عمدت لإلغاء فئة الإناث ضمن ألعابها، وهذا يجعل الكثير من اللاعبات يطالبن أنديتهن أو الاتحاد الرياضي العام بتقديم الدعم اللازم لرياضة المرأة ولكافة الألعاب فبدون الدعم لا يمكن الاستمرار بهذه بالرياضة. ومع وصول قيادة رياضية جديدة كان من المفترض أن نرى انتعاشاً للرياضة الأنثوية إيماناً بالدور الرياضي الذي تحتله المرأة في كافة الألعاب وما لذلك من نقاط إيجابية كثيرة، ويمكن لهذا الرياضة أن تحتل مكانة وتتمتع بإمكانية المنافسة على الساحة العربية والدولية والقارية أكثر من رياضات الرجال خاصة على المستوى العربي وذلك يعود لعدم امتلاك أكثرية الدول العربية للعنصر الأنثوي للمنافسة في الألعاب.

 

عدم الاهتمام

الأمثلة على عدم الاهتمام بالرياضة الأنثوية كثيرة ولا تحصى، فعلى سبيل المثال نجد أن لعبة كرة الطائرة وبعد أن كانت تمارس بكثرة من قبل الكثير من الأندية لم تعد كما كانت وانحصرت بنادٍ أو اثنين في العاصمة وبعض الأرياف بالمحافظات، وهذا دليل عدم اهتمام الأندية واللجان الفنية المتعاقبة واللجان التنفيذية بالمحافظات وإدارات الأندية بها، إضافة لعدم متابعة اتحاد اللعبة لواقع اللعبة. والأمر نفسه ينطبق على كرة اليد والألعاب الفردية، فالأندية تجد صعوبة في إقناع الأهالي واللاعبات للحضور للتدريب واللعب بسبب الظروف الحالية فبات الأمر بحاجة لجهود مضاعفة من أجل حضور التدريبات، وحتى كرة السلة نجد أنها مظلومة لكن بنسبة أقل من بقية الألعاب، ولولا بعض المحبين وبجهود شخصية منهم لتراجعت اللعبة كثيراً.

 

إلغاء للألعاب

مدربة كرة السلة إليزابيث سيمون كشفت لـ “البعث الأسبوعية” أن رياضتنا الأنثوية بشكل عام تفتقد لأدنى مقومات الاهتمام من قبل الأندية والقائمين على الرياضة، فآخر اهتماماتهم تطوير الرياضة الأنثوية، ليس فقط كرة السلة بل كافة الألعاب الأخرى، ولعل الفئات العمرية هي المعنية بهذا الأمر فمن غير المقبول أن يتم ضغط المباريات بالتجمعات التي تقام خلال ثلاثة أو أربعة أيام وهذا الأمر يؤثر على اللاعبات، ولعل هناك الكثير من الأندية العريقة عمدت لإلغاء الألعاب الأنثوية بحجج واهية، كذلك الابتعاد عن المشاركات الخارجية سبب رئيسي من أسباب تراجع هذه الرياضة.

وأضافت سيمون: من الأسباب الأخرى عدم الاهتمام بالرياضة المدرسية التي تعتبر اللبنة الأولى والأهم برفد الأندية باللاعبات، إضافة لعدم الاهتمام بالفئات العمرية بالأندية مما أدى لعدم وجود أجيال ترفد بالأندية والمنتخبات أنثويا، وبالتأكيد ظروف الأزمة زادت الطين بلة واقتصر النشاط على التجمعات ما أدى لتراجع كبير بمستوى اللاعبات..

وعن الحلول اللازم توفيرها للنهوض بالرياضة الأنثوية أوضحت سيمون أن هناك حلولا كثيرة إذ يجب أولاً إعادة تفعيل المراكز التدريبية لكافة الألعاب ليتم العمل على إنشاء جيل جديد من المواهب الشابة القادرة على الارتقاء بأي لعبة كانت، ويجب الاهتمام بالفئات الصغيرة من قبل وزارة التربية والاتحاد الرياضي، فلطالما كانت الرياضة المدرسية هي الداعم الأول والرئيسي لكل المنتخبات الوطنية، ويجب إعادة تفعيل المراكز التدريبية الصيفية وفق أسس ومعايير تجنب الأخطاء السابقة بحيث يكون هناك محاسبة ومتابعة دائمة ووضع الكوادر الفنية وفق الحاجة.

 

المطلوب رعاية

أخيراً.. لا شك أنه إذا ما أراد القائمون على الرياضة الأنثوية إعادة التألق لها، لا بد من إقامة مسابقات لفرق السيدات تكون كافية لإكساب الجيل الجديد من اللعبة الخبرة الكافية لتطوير المستوى، ويجب على اتحادات الألعاب المحاولة لفت اهتمام الأندية لإعادة بناء أي لعبة بها، والاهتمام بالفئات العمرية، خاصة وأن رياضتنا الأنثوية تمتلك من المواهب الكثيرة والمبشرة بالخير، وأكبر دليل نيل منتخبنا الوطني للناشئات لقب بطول غرب آسيا لكرة السلة، وتألق منتخبنا الوطني لكرة اليد بالناشئات في بطولة العرب الأخيرة، كما سبق لطائرتنا أن نالت لقب بطولة العرب الشاطئية ووصلت لمراكز متقدمة في بقية البطولات، والتألق الكبير للألعاب الفردية وأخرها بطولة العرب بلعبة المبارزة عبر اللاعبة نجلاء شرقي، والتألق الأخير لسيدات الثورة في بطولة الأندية العربية لكرة السلة والوصل لمراكز متقدمة، وغيرها الكثير التي تعج بها رياضتنا الأنثوية التي تحتاج للرعاية والاهتمام فقط.