الزمن من أسوأ الأصدقاء المجانين! لكن نجد لَهُ تدبيراً؟!!
“البعث الأسبوعية” حسين عبد الكريم
قلتها، وأقولها: العشقُ عصرُ نهضة الحواس..
الشعرُ من أجمل المجانين، الَّذِيْنَ ألقاهم، على مرِّ الفصول!!..
الزمنُ، على العكسِ، من أسوأ الأصدقاء المجانين الَّذِيْنَ ألقاهم. وغيري يلقاهم، على مرِّ الفصول..
يفتننا هَذَا المجنون المزاجي كثيراً، كعاصفة، فِيْ عقل بستان جبلي.. الزمنُ، من دون الأشواق، يرتبكُ بالهوامش المتسخة بالغموض.. كعيون الماضي، لاَ تبصرُ جيداً..
يشغلُ بالنا بشراء وبيع الأنواع ا لمهترئة، من الأحاديث، وفـي أيام الحاجاتِ المُذلِّة، يُقايضنا بالهمومِ، على عواطفنا الصبيّة!! حَتَّى إنَّ أمزجة الأزمنة السيِّئة، تستدين منا البؤسَ العاطفي، لترقع بِهِ قمصان الحياة، فتصيرُ الحياةُ (مرقوعة – مرقعّة)، بقاءاتُها بديباجات النحيب، والشكاوى الهزيلة تسقط، قبل إتمامها سنَّ الرضاعة الفكرية..
زمنٌ كبيرُ المنكبين يتهيَّأُ للسقوط..
أَيْنَ زمن الرَّفع؟!..
الأسئلةُ تركضُ، فِيْ باحاتِ الإجابات، تقعُ على ركبتيها!!؟!..
الأنخابُ، واحدةٌ من فنون الأعصاب الجريئة: تبحثُ عن بصيصِ أملِ الحب.. نراها تهترئُ لذَّاتُها، وهي تصادقُ الزمنْ، أو تُفصحُ لَهُ عن الدَّهشة، وقَدْ تروق لَهَا مصاحبتُه.. لاَ يوثقُ بهذا المجنون الصديق القسري الزمن!؟
إنَّه يُشبهُ مَا يُسمَّى بـ / يَوْم العمل الطوعي /: الموظفون يُرغمون على الذَّهابِ إِلَى الوظيفة، والمتسمّمون لغويَّاً، يُسمّونه / يوماً طوعياً /؟!
أحد جناة المال، والشراء والبيع، فِيْ العقارات، والجدران والسطوح والغرف، والأبواب والشبابيك، يُوظِّفُ فِيْ بيته خادمةٌ، تُعدُّ لَهُ مائدةٌ من المأكولات..
يصل إِلَى الأكل بَغْتةً، ويبدأ التعارك مَعَ الأنخاب، حَتَّى يضيعَ فؤاده، فِيْ ضجّة السُّكر، أو مَا يُشبه الجنون المتهاوي، ثُمَّ يهوي إِلَى مائدة النوم، ويذهب فِيْ عراكٍ عجيب، مَعَ الكوابيس، الشامتةِ.. لاَ ينتشي فِيْ حضرةِ صديقه البغيض الضجر المزمن.. أو الزمن المضجر.. يشقى فِيْ ركام الوعود المالية!!
أوجع مَا عند الأنخاب الكوابيس، تشمتُ بالشاربين، المجانين، أصدقاء الزمن، قليل العهود، وهُمُ سيّئو الحظوة!!
يصيرون بحكم الإهمال المتكرّر شمّاتةً متكررة وكوابيس تمشي على ساقي النوم واليقظهْ!! لاَ تُوجدُ أزمنةٌ / فرطٌ، أو بالجملة / مخصّصةٌ للعهود الجيدة، وأخرى للعهود الرديئة!!
الزمنُ لياقتهُ من لياقتنا، وتعاستُهُ من تعاستنا ونقصه المشين من نقصنا، مَعَ أنَّ الزيادة قلقٌ، لابدَّ من محاكمتها والحذر مِنْهَا!!
الأزمنة بطولها وعرضها يجب أنَّها طفلةٌ أو شابّةٌ، تُربّيها فطنة الحواس المجتهدة، فِيْ دروس البساطة اللماحة، والحبّ، وإنسانية الأوجاع الحنونة..
البؤسُ على البسطات.. بأبخس الأسعار!!..
التأملات ندرتُها صعبّةٌ.. وَإِذَا أصيبت بالشقاء أو العّلّةِ الفادحة اليأسِ، الأيامُ شوكٌ فِيْ حلقِ الحال..
لاَ يمكن لأيِّ وجعٍ، مَهْمَا تضاءل حجمه، أن يمنحنا / الحنان / وَنَحْنُ جياع، نتغنّى بالقهر، أو بالوفر.. فِيْ الظهيرةِ أرى أزمنةٌ مرميّةٌ عند أقدامِ الأذى.. بعدها بقليل يرتمي أناسٌ، يستجدون الغبار أن يرفع من شأنهم!!..
الوجع يحتاجُ عافيّةٌ نضرةٌ، عجيبة المزاج، ليكون بوسع الأوجاع الألفة.. وكم يُصرُّ وقع خطوةِ الحلم على الدروب وكم تهربُ من خطوها الدروب، وتشعرُ الأحلام بالهزيمة.. وأين تبيتُ المراراتُ؟!؟! الغياباتُ، فِيْ أحسنِ حالاتها تمتلئُ أصابعها بالممحاة، إِلَّا فِيْ لحظة الشهامة المشتاقة، يبقى فِيْ الغياب تركةٌ سحريَّةٌ مخلوطةٌ بالبهاء الآسرِ.. النبيل، الشهم، الَّذِيْ لاَ يتوقف عن الحضور، فِيْ المناسبات وغير المناسبات..
أَيْنَ الزمنُ ذو الطباع الحلوة..
لاَ يعضُّ السعادة، وَلاَ يُؤذي الأمنية، من أية سلالة، تجيءُ..
الشعرُ الصديق المجنون الجميل، قدرُهُ البقاء الحبّ، والصداقة الحبُ والعاشقات المزدهرات والعشّاق المزدهرون..
وليس العشقُ فقط التدرّبُ الذكيُّ على سرقاتِ القُبلاتِ من الشفاه الحبيبات.. والشعْر لاَ يهون عَلَيْهِ التساهل فِيْ موسيقا التفاؤل، وليس تخدعه عمليات تجميل المفردات!!
العشقُ عصرُ نهضة الحواس، من دون عطلاتٍ عاطفيةٍ طويلةٍ، أو إجازات فصليّةٍ
وَلاَ يمكن الإبقاء على الأشواق، كالمؤنِ الصيفيّة، للشتاء، أو الشتوية للصيف..
العشقُ، يمكنُ فقط، العثورُ عَلَيْهِ / معتّقاً / فِيْ دنانِ الأعصابِ الحلوة، لاَ يتراجعُ بهاؤه!!
الَّذِيْ يتراجع الإحساسُ، حِيْنَ يثقُ بشكل متهوِّرٍ بصداقةِ متقهقرة مَعَ الزمن الضئيل روحيَّاً، والحاجات المزمنة..
يبقى النداءُ العميق فِيْ وجدان الأبدِ، تُدوِّنه لحظةُ الحبُّ!!..