في مئوية الأنسولين.. هذه هي تحديات علاج السكري
دمشق- حياة عيسى
تقيم الجمعية السورية لداء السكري مؤتمرها السادس والعشرين، تحت عنوان “مئوية الأنسولين وتحديات العلاج”، وذلك بعد انقطاعه لمدة عام نتيجة انتشار وباء “كورونا”.
رئيسة الجمعية الدكتورة هناء الغانم بيّنت في حديث خاص لـ”البعث” أنه في عام /1921/ كانت المرة الأولى لتطبيق الأنسولين على مرضى “النمط الأول” المتمثل بالعوز المطلق بالأنسولين، وبالتالي مصابو السكري في تلك المرحلة محكوم عليهم بالموت المحقق، وحتى سكر “النمط الثاني” عند دخولهم مرحلة الحُماض الخلوني بغياب الأنسولين كانت 90% من الحالات تنتهي بالموت، فكان اكتشاف الأنسولين حدثاً مهماً في تاريخ داء السكري الذي كان العامل الأساسي لحماية المرضى ومنحهم فرصاً للاستمرار بالحياة، بالتزامن مع التطورات في علاج الأنسولين وظهور أنسولينات جديدة، سواء أكانت حيوانية قديماً أم بشرية، مشيرة إلى أنه قد حدث تعديلات كثيرة على الأخيرة، حتى تؤمّن متطلبات الجسم كـ(الأنسولينات السريعة، فائقة السرعة، مديدة تغطي 24 ساعة، مختلطة) جميعها تحدّد لكل مريض حسب مشكلة السكري عنده وتفصيل خاص لكل مريض سكري.
وتابعت الغانم أن أهم محاور المؤتمر تتمثل بالآليات المرضية لحدوث داء السكري، اختلاطاته (سواء الكلوية كانت أم العصبية) والجراحة الاستقلابية الموصى بها عالمياً، ولاسيما في حال وجود داء سكري مع بدانة شديدة، فيجب أن يكون أحد خيارات المرضى الجراحة الاستقلابية إلى جانب الأدوية اللازمة، إضافة إلى التحدث عن الأدوية الحديثة الخاصة بمرضى السكر والتي دخلت عليها آليات علاجية تملك تأثيرات عديدة ومتنوعة بالعلاج، ومن المهمّ تسليط الضوء عليها وتعريف الأطباء بها، مع تأكيدها أن المؤتمر يحمل كل ماهو جديد في عالم “السكري”، سواء بالآليات العلاجية والأدوية أو طرق العلاج الحديث والاختلاطات لتعريف الأطباء عليها، وهناك سعي للوقاية من المرض من خلال المحافظة على الحياة الصحية واتباع الرياضة والمحافظة على الوزن المثالي والابتعاد عن السكر الأبيض الذي من شأنه أن يرهق البنكرياس واتباع الغذاء الصحي، والوقاية الصحية التي لا تعتبر مهمّة الطبيب فقط بل من مهام وزارة الصحة والمديريات ذات الشأن عبر الإعلان بالتوجّه نحو الحياة الصحية والابتعاد عن الأغذية عالية الحريرات.
يُشار إلى أن الجمعية السورية لداء السكري تشكلت عام 1973 وانتسبت لاتحاد جمعيات السكر العالمية في عام 1976 ودخلت مع كل دول العالم لمحاربة الداء، من خلال مؤتمراتها السنوية التي تضمّ جميع أطباء السكري من كافة المحافظات وأطباء الداخلية ومن كافة الاختصاصات، لأن داء السكري يمكن أن يحدث اختلاطات تشمل كل أعضاء الجسم.
وأضافت الغانم أن من أهم نشاطات الجمعية في الفترة الماضية متابعة المحاضرات، بالإضافة إلى محاولة التعامل مع وزارة الأوقاف من أجل “رمضان والسكري”، وفي اليوم العالمي لمرضى السكري تجري الجمعية محاضرات ونشاطات رياضية لتشجيع العالم لتحليل سكر الدم لكشف مرضى السكري قبل ظهور الأعراض.