وزير الكهرباء لعمال الصيانة: “اعتبر مناوب المحطة عدوك”.. وإجراءات صارمة بحق المدراء العامين
دمشق – بشار محي الدين المحمد
رغم أهمية الطاقة الكهربائية كشريان للعصر، فإن القوة البشرية تبقى جوهر الطاقات الإنتاجية، وهذا ما يحتم التأكيد على أهمية الأمن الصناعي مع كل تطور تشهده الشبكات الكهربائية، وتزامناً مع زيادة حوادث الصعق بين عمال وورشات الطوارئ وفنيي الكهرباء، أقامت وزارة الكهرباء اليوم ندوة سيتفرع عنها العديد من الورشات تحت عنوان الأمن الصناعي.
وأكد وزير الكهرباء غسان الزامل خلال الندوة على تميز واجتهاد كافة عمال وزارة الكهرباء وفنييها، بدليل أن الحوادث التي جرت حدثت مع العمال الأكثر كفاءة وخبرة، مشدداً على فرض العقوبات المتناسبة مع جسامة الخطأ الذي يؤدي لوقوع مثل تلك الحوادث، فالخطأ يبقى خطأ مهما كان غير مقصود، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة تشمل الجميع ابتداء من المدراء العامين، وصولاً إلى العامل لوضع حد لحالات الإهمال التي أدت لحوادث مؤسفة في الفترة الأخيرة، والتي لو تم اتخاذ إجراءات الأمن الصناعي حتى جزئياً من قبل العامل والمسؤول عنه لما حدثت تلك.
وذكر وزير الكهرباء أنه وخلال تدرجه في العمل كان ينصح عامل الصيانة بأخذ كامل الحيطة والحذر تحت قاعدة “اعتبر مناوب المحطة عدوك” فمهما كانت علاقة الزمالة والثقة قوية فهي لا تمنع حدوث الخطأ، والإهمال الذي قد يكون قاتلاً، ونوه الزامل بأن الوزارة تمر حالياً بوضع صعب نتيجة نقص الكادر الفني وعمال الطوارئ، واضطرار العامل للعمل بسرعة لإعادة التيار للمواطنين ضمن فترة التقنين، إضافة لقلة ساعات وصل التيار التي تؤدي لكثرة الأعطال، ومع ذلك فإن هذا لن يعفي المدراء أو حتى المسؤولين النقابيين من مسؤولية تطبيق إجراءات الأمن الصناعي خلال العمل.
ورداً على إحدى المداخلات قال الوزير: “المدير الذي قال عن أحد العمال مات الله لا يرده” سيتم إعفاؤه ويحاسب، وموقفه غير مقبول أخلاقياً ومهنياً، وأناط الزامل بكافة المدراء العامين مسؤولية القيام بجولات تفقدية دورية للتأكد من التزام الورشات بتطبيق إجراءات وقواعد الأمن الصناعي خلال عملهم، معتبراً هذا العمل من مسؤولية الجميع، مشدداً على موضوع تأمين تجهيزات الأمن الصناعي لكافة الورشات، واعتبار تأمينها أولوية حتى ولو اقتضى الأمر إجراء مناقلات مع أية جهة.
بدوره اعتبر معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة إن ضغوط العمل، وحتى مطالبات المواطنين لا ترحم، ويجب تعيين مسؤول عن الأمن الصناعي يرافق كل ورشة، ويتأكد من تطبيقها لكافة القواعد، وطالب قرموشة بتدريب أكبر عدد ممكن من العاملين لإناطة هذا العمل بهم لتخفيف المسؤولية عن المدراء، ومناوبي المحطات خلال حوادث الصعق، والحد من تلك الحوادث.
هذا ولا بد من الإشارة إلى أن أغلب عمال الورشات يتوفون نتيجة الخطأ في عملية إسعافهم فيما بعد الصعق، فعلى سبيل المثال بعض العاملين قاموا برش المياه على زميلهم بعد تعرضه لحادث صعق، وهذا من شأنه التسبب بالوفاة الفورية له، وفي هذا السياق طالب رئيس محطة عدرا محمد الشمعة بنشر ثقافة ما بعد الصعق لدى كل العمال، وإجراء الفحص الدوري للعمال كونهم معرضون نتيجة العمل الطويل تحت التوتر العالي والمتوسط لأمراض القلب، والرجفة، وضعف النظر وغيرها من الأمراض، والتي بدورها تسبب في حالات سقوط العامل، وإصابته، أو وفاته أثناء العمل، مطالباً بتعيين مسؤول سلامة مهنية حتى لو كان من العمال أنفسهم في حال تعذر تأمين طبيب لفحص العمال بشكل دوري.
في وقت لم تشهد فيه بعض شركات الكهرباء أية حوادث منذ عشرين عاماً، فقد حدثت في حماة ستة حالات سقوط لعمال مؤخراً، وهنا يرى المدير القانوني في المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الطاقة الكهربائية شادي سليمان أن هذه الحوادث تتطلب التشدد في العقوبات ومخالفة إجراءات الأمن الصناعي، والتي في غالبيتها تكون عبارة عن تعويضات مالية لا أكثر، ولا تؤدي للكم المطلوب من الزجر والإكراه في تطبيق القانون واحترامه، كما أنه لوحظ قيام الجميع عند حدوث أية حادثة لعامل بتغطية النقص في الإجراءات لكسر المحاسبة للحيلولة دون محاسبة رئيس الورشة، والمستويات الإدارية الأعلى، ومن المفروض إنهاء مثل تلك الحالات وإحالة المسؤول عن الحادثة للقضاء.
وإضافة إلى المعاناة الروتينية لعمال ورشات الكهرباء طالب الفني جميل جبهجي بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة واستخدام التقنيات اللازمة لضمان سلامة العمال في بعض المناطق التي شهدت أعمالاً إرهابية.
وخلافاً لوجهات نظر جميع الحاضرين فقد حمل رئيس دائرة السلامة المهنية المهندس محمد السلطي مسؤولية جميع حوادث الصعق التي تحدثت مؤخراً لما أسماه”جهل العامل”، كما أن الثقة الزائدة بالنفس كانت سبباً في الكثير من الحوادث، والتي جعلت عدداً من العمال يهملون قواعد الأمن الصناعي، وقد حدثت في العام الحالي 17 حالة صعق، و10 حالات سقوط، و4 حالات وفاة لأسباب أخرى كالجلطات أثناء العمل، وأشار السلطي إلى أن الحفاظ على سلامة العاملين يتطلب توفير منطقة آمنة للعامل، وخالية من التوتر، ومع ذلك على العامل ألا يتهاون مع أي إجراء احترازي خلال العمل، مشدداً على موضوع الالتزام باللباس الواقي من المطر، والقفازات التي تغطي كامل اليد، والفاحص، والانتباه لمدة صلاحيتها، ومدى عملها والأحذية وغيرها من المستلزمات، والتأكد من أنها مناسبة لنوع التوتر المراد صيانته، وتقديم طلبات القطع والصيانة وفق تسلسل إداري صحيح يضمن عدم وقوع أية ازدواجية، أو خطأ في توقيت إعادة توصيل المحطة.