“النهضة” سقطت بفخ شرورها
تقرير إخباري
بعد المشهد الذي أحدثه الرئيس التونسي، لن يقبل من “حركة النهضة” الإخوانية بعد الآن الحديث عن مشاركتها في الحكم، خاصةً بعد انفضاح ماضيها الأسود، وما أدت إليه سرقاتها ونهبها لقدرات البلاد، وسعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، وتشكيل مظلة للمتطرفين والإرهابيين والتكفيريين الذين نفذوا العديد من عمليات الإرهاب الدموية والاغتيال التي كان ضحيتها المناضل السياسي محمد البرهمي، عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التيار الشعبي المناهض لحركة النهضة، يوم 25 حزيران 2013، والمناضل شكري بلعيد، السياسي والمحامي التونسي الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، يوم 6 شباط 2013.
لم تستطع حركة النهضة بكل مواقفها وعقليتها السلفية إلا أن ترفض الإقرار بالمسؤولية أمام الدولة والشعب عما آلت إليه الأوضاع العامة في تونس بالاشتراك مع العديد من الأحزاب التي تقاسمت معها السلطة طوال أحد عشر عاماً الماضية، ورفضت أن تبدي تفهمها لغضب الشارع ضد عفونة ورجعية الأفكار والسياسات التي اتبعتها، كما أنها رفضت استعدادها للتقييم الجدي والموضوعي، وإجراء مراجعات عميقة ومسؤولة خلال مؤتمرها المقبل وخلال اجتماعاتها العلنية، الذي لا يزال زعيم الحركة راشد الغنوشي يتهرب من تحديد موعده ومكانه.
كل ذلك لم يعد يعني الشعب التونسي بكل فئاته وشرائحه، فقد سقطت الحركة سقوطاً مدوياً على الصعيد الشعبي، وهي تسقط تنظيمياً من جراء الصراعات والانشقاقات الداخلية والاستطالات الخارجية الصهيو – أوروبية أمريكية، ولم يعد تجدي أبداً أي محاولة لتصحيح المسار والمراجعة وإعادة تقييم تجربتها سيئة الصيت في الحكم التي كانت وبالاً على الشعب التونسي والحكومة ومؤسساتها وإداراتها ووزاراتها.
لقد استشعر الرئيس التونسي قيس سعّيد الخطر الداهم الذي باتت تشكله حركة “النهضة” على تونس، واتخذ خطوات جريئة للحد من استطالات تلك الحركة الأخطبوطية، فقد أدرك في لحظة فارقة بأن عليه، كرئيس مؤتمن على الدستور وعلى تونس وأهلها وممتلكاتها وتاريخها وحضارتها، أن يتخذ القرار الصحيح الذي تفرضه مسؤولياته، وينقذ تونس من شرور هذا الحركة الخبيثة.
ريا خوري