شيخ الأندية السورية نموذج رياضي في زمن الصعوبات
ناصر النجار
من رحم المعاناة والأزمة حقق نادي بردى شيخ الأندية السورية الإنجاز الكبير بتأهل سلة السيدات إلى الدرجة الأولى بعد سنوات أمضتها في ظلمات الدرجة الثانية، واستطاعت هذه السلة الواعدة أن تكون الرقم الصعب في التصفيات التمهيدية والنهائية.
ومع نهاية الموسم السلوي احتفلت إدارة النادي بالفريق فكرمتهم على الإنجاز بحفل أنيق ومكافآت مجزية حضره القيادتان السياسية والرياضية في دمشق، وجمع من أبناء النادي.
بردى هذا الموسم تحديداً نموذج للأندية التي تعاني وتسير عكس التيار في حالة تحد لإثبات الوجود، وقد يكون شبيهاً بأندية أخرها عصرتها الأزمة المالية كالنضال وقاسيون والفيحاء وربما المجد، كانت هذه الأندية تتغنى بوارداتها التي تزيد عن نشاطاتها واليوم بعد ارتفاع الأسعار الجنوني صار الجميع يئن تحت وطأة الفقر.
بردى يعيش ظروفاً مشابهة لما تعرض له منتصف التسعينيات من القرن الماضي عندما كان يتولى رئاسة النادي وليد صباغ، وقد أعاد مع مجموعة من محبي النادي تأسيس بردى بعد أن غاب عن الوجود قرابة ربع القرن، لكن بعدها توالت الأزمات على النادي وكنا شهوداً على اعتذار أبناء النادي عن قيادته والكل أدار ظهره له، وكأنهم كانوا يحبون النادي في الرخاء فقط.
بردى في ذلك الوقت قاوم التيار وحافظ على وجوده بأقل الإمكانيات حتى التقط أنفاسه وعاد إلى الحضن الرياضي بألعاب تخصص بها وبمنشأة بناها حجراً على حجر.
اليوم ظروف النادي صعبة للغاية، والأسباب عديدة أغلبها استثمارية، فالارتفاع الجنوني للأسعار لم يرافقه ارتفاع مماثل بالاستثمار، فالتجهيزات الرياضية التي كانت تكلف مليون (على سبيل المثال) باتت تكلف أضعافاً مضاعفة ورافق هذه الأزمة أزمة كورونا التي أوقفت الرياضة ونشاطاتها فترة طويلة من الزمن في الموسم الماضي، وهذا كله خلّف أزمة أخرى إدارية وفنية.
الصورة السوداء أن أغلب كوادر النادي تعتذر عن الاقتراب من النادي لأنه يعاني من هذه الصعوبات الجمة، والخوف دوماً من الصعوبات المحتملة ومن حدوث الفشل، لذلك نجد النادي يرزح تحت وطأة الأزمات حتى يجد له فرجاً ومفترجاً.
مشكلة نادي بردى تختصر كل مشكلات الأندية في سورية، وإذا كانت بعض الأندية وجدت داعمين ومحبين خففوا عنها آثار هذه الأزمة فإن أغلب الأندية تعيش في عمقها والأمثلة أكثر من أن تحصى.
والحلول موجودة عند المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، فهل نجد الحلول السريعة أم إن الأزمات ستستمر تفتك برياضتنا؟.