كتاب السويداء يختبرون تحريض الفنون عبر “كلمة ولون”
“كلمة ولون” عنوان الورشة التفاعلية التي أقامها فرع اتحاد الكتّاب العرب بالسويداء كأول تجربة له من هذا النوع، في محاولة من القائمين عليها المزج بين الحرف واللون والكلمة عبر ورشة تفاعلية تجمع بين الفن التشكيلي والخط العربي والكتابة الأدبية لاستخلاص القيم الجمالية منها.
رئيسةُ الفرع وجدان أبو محمود قالت إن فعالية اليوم عبارة عن ورشة عمل تفاعلية فنية بعنوان “كلمة ولون” كان الهدف منها اختبار إمكانية تحريض الفنون لبعضها واستقاء الإلهام من بعضها البعض على اعتبار أن المنبع الجمالي واحد، تضمنت رسم لوحات زيتية أمام الجمهور مباشرة وتطبيقاً عملياً في فن الخط والتعريف بأدواته ووسائله وخفاياه، وبالمقابل كان هنالك مجموعة من الموهوبين الشباب في المجال الأدبي اختبرنا معهم إمكانية تأليف نصوص قصيرة من وحي اللوحات المنجزة وتم إلقاؤها في نهاية الفعالية وعرضها على ناقد من أعضاء الاتحاد.
وبيّنت أبو محمود أن الورشة تميّزت بتباين أعمار المشاركين بحيث حوت مختلف الشرائح العمرية ومن مختلف المجالات الفنية، فكان هنالك المسرحيون والكتّاب والفنانون التشكيليون والصحفيون والخطاطون، واستطاعت كسر الحاجز بين الفنان والجمهور، فالمتلقي يلمس الورق ويتابع اعتصار الألوان ويطرح الأسئلة مثل “هل اللوحة الفنية المعتمدة على الخط هي نتاج ننتظره من الخطاط الموهوب أم الفنان التشكيلي المعتمد على بنية الخط؟”. أما الإجابات فقدمها الجميع كلّ من منظوره، وقد تم توزيع أعداد من ملحق الطفل لجريدة الأسبوع الأدبي الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب على الحضور الذي استطاع تحديد نوعية الورق بناء على المعلومات المقدمة في المحاضرة، فحالة الفرح والمتعة والفائدة التي حققتها الورشة جعلتها محطة أولى سننطلق منها نحو تعميم هذا النوع التفاعلي من الفنون.
الفنانة سخاء جنود كانت حريصة على تقديم لوحة تعكس حالة إنسانية معينة اهتماماً منها بأهمية الورشة كما تقول، حيث تعمّق فكرة تكامل كافة الفنون فاختارت بطلة لوحتها امرأة تعيش حالة فقد بين الفرح وانتظارها إكليلاً من السواد بانتظار معرفة مصير زوجها المفقود.
أما الفنان نضال خويص فاتجه نحو بيئة جبل العرب البكر ومحاكاة الأثر الجمالي لها من خلال طبيعتها وتضاريسها البركانية والبازلتية الغنية بقيم اللون وتأثيراتها الجمالية على المتلقي، لافتاً إلى دور الخط العربي بالتشكيل العربي الإسلامي القديم والتشكيل الحديث المعاصر، مع التأكيد على أن التشكيل والأدب مصدرهما واحد لاستحضار قيم الجمال.
الفنان الخطاط علاء نصر سلّط الضوء على خصوصية الخط العربي وأنواعه وأساليبه وأدواته كفن تخطى حدود الكلمة ليصبح جزءاً من لوحة تشكيلية، مشيراً إلى أنه إذا كان من أرقى أنواع الفن الرسم التجريدي فإن الحرف هو صورة مجردة عن الروح والإنسان بمقاييس جمالية تعتمد تحقيق النسبة الذهبية فيها.
وتخلل الورشة حوار مفتوح حول تاريخ وتقنيات الخط وهواجس الفنان التشكيلي المعاصرة، والعلاقة بين فن الخط والتشكيل بالتزامن مع إنجاز لوحات زيتية وخط عربي، ومحاولة مجموعة من المواهب الشابة صياغة نصوص أدبية قصيرة مستوحاة من الفنون الأخرى بشكل مباشر أمام الجمهور.
رفعت الديك