“بحوث في النكبة.. الحصاد المر” في ندوة
أُقيمت في قاعة الجمعية التاريخية بحمص ندوة حول كتاب “بحوث في النكبة.. الحصاد المر” للكاتب والمؤلف رياض زيد، شارك فيها الكاتب ماجد دياب، والباحث الدكتور عبد الرحمن البيطار، والناقد عطية مسوح.
تركزت مداخلة ماجد دياب حول البعد الفلسطيني، حيث استعرض الدور التأسيسي الذي قام به المؤلف خلال الخمسينات من القرن الماضي، فقد شارك في التأسيس للعمل الوطني في تلك الفترة بدور فاعل ومؤثر، مبرزاً على صعيد آخر الجوانب التي تضمّنها الكتاب حول تطور الحركة الوطنية الفلسطينية وانتهاءً بالانتفاضة الكبرى، مؤكداً على نهج المقاومة كسبيل وحيد لمقاومة المشروع الصهيوني، كما نوه بالدور الذي لعبته الرأسمالية ثم العولمة في التوظيف الخدمي لإسرائيل كخندق متقدم.
وفي مداخلة د. عبد الرحمن البيطار رئيس الجمعية التاريخية أكد على ضرورة عدم الفصل بين الموضوع الفلسطيني والعربي، فالقضية واحدة، مستعرضاً المراحل التي تآمر فيها الغرب على اقتسام أجزاء من الوطن العربي وخلق الكيانات القطرية التي نشاهدها اليوم، ثم تطرّق إلى العوامل التي أدّت إلى الانحدار العربي وإلى حالة الحصاد المرّ الذي نشهده الآن، كما نوه د. عبد الرحمن بأهمية التاريخ ودوره كمدرسة للتعلم وأخذ الدروس والعبر لمواجهة تحديات ما يواجهه العرب، ومن جانب آخر أشاد بأهمية البحوث التي تناولها الكتاب ولاسيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعرب عموماً.
الناقد عطية مسوح تحدث عن منهجية الكتاب وصدق عاطفة الكاتب ودقة تحليله للأحداث، حيث يمكن أن نتحدث عن ثنائية القلب والعقل في هذا الشأن، وأشار على صعيد آخر إلى ما كتبه المؤلف عن وثيقة البريطاني كامبل ودور المركزية الأوروبية في خلق المشروع الصهيوني كخندق متقدّم للغرب في هذه المنطقة. وأشار إلى اكتشاف النفط في العراق والخليج وما لعبه الغرب من أدوار لحماية مصالحه موكلاً ذلك إلى إسرائيل.
وأعقب المداخلات الثلاث حديث للمؤلف رياض زيد تناول الدور الحاضن للجمعية التاريخية منذ تأسيسها عام١٩٧١ من القرن الماضي، مذكراً بإطلالته الأولى التي كانت على منصة الجمعية التاريخية في مجلة البحث التاريخي عام ١٩٧٧، حيث نقل قول حاييم نخمن بيانك في احتفال افتتاح الجامعة العبرية في القدس ١٩٢٥ قائلاً بأن إسرائيل والتوراة شيء واحد، وأشار إلى أن مشهد افتتاح الجامعة كان بحضور بعض العرب والفلسطينيين مباركين ذلك الحدث، مؤكداً أن القبول والتطبيع شيء مذلّ ومهين ويفقد الكثير من مهابة العرب.
واختتم زيد كلمته بشكر المحاضرين الذين وضعوا أياديهم على مسوغات دفعت المسألة إلى بداياتها ومن ثم نتائجها، بدءاً من عتبة النص الأولى عندما التقطت المركزية الأوروبية اللحظة الأولى الحاسمة الافتراضية “وعد يهوه المزعوم” لتصنع منها مخفراً متقدماً في فضائنا المجزأ، منهياً قوله: التاريخ يعلم الأمل، نستخلص منه العبر والحلول ونستشرف منه المستقبل، نكمل المسير وصولاً إلى الحق والنصر المبين.
آصف إبراهيم