أولويات رفد ذوي الاحتياجات الخاصة بسوق العمل ودعم مواهبهم
دمشق – ميادة حسن
سعت جهات حكومية وجمعيات أهلية عديدة لتحسين مستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة بدءاً من عمليات الدمج وانتهاء بدخول ميدان العمل والسوق وإزاحة الكثير من العراقيل والمشكلات التي يمكن أن تواجه أصحاب الإعاقات في عمليات التأهيل، بحيث تمكنهم من استعادة قدراتهم على ممارسة عملهم الأصلي أو إدارة أي عمل آخر يتناسب وحالتهم الصحية، واستطاعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تطوير مهارات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال معهد التأهيل المهني للمعوقين والذي وفر فرصة تعلم حرفة الخياطة والحلاقة النسائية والرجالية، بالإضافة إلى النجارة والتريكو والتطريز ومبادئ الكمبيوتر، إلى جانب تقديم الخدمات الطبية للطلاب المسجلين فيه التي يقتضيها تأهيلهم بدنياً ومهنياً كما وفر المعهد الخدمات التعليمية اللازمة في الحدود التي يحتاجها تأهيلهم للعمل، علماً أن المعهد للطلاب السوريين أو من في حكمهم والطلاب العرب والذين يتراوح عددهم سنوياً بين 170 و200 طالب من مرحلة التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة معتمداً على كوادر تعليمية مؤهلة من قبل وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل، ويستقبل الأشخاص المكفوفين من عمر 15 حتى 35 سنة، ليتم تأهيلهم مهنياً على يد مدربين مختصين وتعليمهم مجموعة من الحرف اليدوية كالتريكو والمكارم والكنفا لمدة عامين دراسيين كاملين.
طريقة برايل
وبحسب مدير معهد التأهيل المهني للمعوقين محمد هادي يوفر المعهد كافة مستلزمات التعليم المهني من آلات ومواد أولية بشكل مجاني ويمنح المتخرج بعد انتهاء فترة التأهيل شهادة مهنية تثبت إتقانه للحرف واكتسابه الخبرات اللازمة لدخول سوق العمل، ويشارك القسم المهني في جميع معارض الحرف اليدوية التي ترعاها الوزارة كما يوفر طريقة التعلم ” برايل ” الحروف النافرة من لوحات الأحرف والأرقام للمبتدئين ولوحات كتابة والورق والقلم الخاصة بها مع الورق المطاطي للرسم الهندسي واستخدام المجسمات التعليمية ودروس تفاعلية لتعريف الأطفال المكفوفين على الطبيعة المحيطة بهم، ويقوم المعهد بطباعة الكتب الدراسية بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين في قسم الطباعة في المعهد لتحقيق المساواة بين الطالب الكفيف والسوي في طرق الحصول على المعلومات والتحصيل الدراسي، ويستعين المعلمون بأدوات خاصة ووسائل إيضاح لتعليم الطلاب الكتابة والقراءة بطريقة برايل ولإيصال معلومات العامة والمنهاج الدراسي بشكل بسيط ومفهوم يمكن الطلاب من كسب الخبرات اللازمة للتأقلم من محيطهم والانتقال إلى المرحلة الجامعية والدخول في سوق العمل.
تجارب عملية
يحصل جميع طلاب معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين على دروس في المعلوماتية وطريقة قيادة الحاسب الآلي “الكمبيوتر الشخصي” والبرامج الناطقة التي تساعد المكفوفين حسب المنهاج المقرر، وجاء في تقرير للمعهد أن الطلاب يتعرفون على وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت وعلى جميع العناوين الرقمية والطرق الآمنة لاستخدامها في مصلحتهم وفي تحصيلهم العلمي، ومستقبلاً في سوق العمل وذلك تحت إشراف مدربين مختصين، ويؤمن المعهد فرصة لجميع الطلاب للتعرف على اللات الموسيقية وتجربتها تحت رعاية مدربون مختصون يعملون على اكتشاف المواهب الفنية للطلاب من غناء وعزف لصقلها وتنميتها، ويشارك الطلاب الموهوبون بشكل دوري في جميع الحفلات والأنشطة التي ترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجمعيات الأهلية، كما جاء في التقرير أن الطلاب يحصلون على معلومات وافية وتجارب عملية عن أجزاء الحاسب وطريقة توصيله وإصلاح الأعطال البسيطة فيه، ويساهم المعهد في دعم رياضة المعوقين وتنفيذ الدروس الرياضية والتدريبات اللازمة من قبل مدربين متخصصين مكلفين من الاتحاد الرياضي العام، وضمن باحاته المؤهلة وصالته الرياضية التي تضم الوسائل والأجهزة اللازمة للتدريب والتأهيل، حيث يشارك الطلاب في المباريات الرياضية التي تقام بشكل دوري.
خدمات طبية
ويكشف تقرير المعهد عن تزويد الطلاب في بداية العام الدراسي بالوسائل المعنية بحالته من كراسي متحركة وعكازات إبطية ومرفقيه حسب الوضع الصحي للطالب، ناهيك عن تقديم خدمات المعالجة الفيزيائية للطلاب حسب برنامج يوضع من قبل الطبيب والمعالجين الفيزيائيين وبما لا يقل عن جلستين أسبوعياً لكل طفل، ويتم تأمين نقل الطلاب من وإلى المعهد بشكل مجاني ضمن مدينة دمشق ومحيطها عبر حافلات مجهزة برامابات لصعود الطلاب الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، يقودها سائقون خاضعون لاختبارات حكومية وبتواجد مشرف في كل حافلة لضمان سلامة الطلاب أثناء نقلهم والتواصل مع إدارة المعهد أو أهالي الطلاب في الحالات الطارئة.