مناظرة “ميكي ماوس” بألمانيا.. شولتز يحسم آخر مواجهة قبل الانتخابات
فقد أرمين لاشيت، مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم للمستشارية، آخر فرصة لقلب الأوضاع في استطلاعات الرأي قبل انتخابات الأحد المقبل.
وفي المقابل، رسخ أولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي موقفه في الصدارة، وفاز بالمناظرة الثالثة على التوالي، وبأداء قوي، ما يقرب الاشتراكيين الديمقراطيين من حكم ألمانيا لأول مرة منذ 16 عاما.
ورغم أن المناظرة كانت ثلاثية لمشاركة أنالينا بربوك مرشحة حزب الخضر للمستشارية، إلا أنها في الواقع كانت مبارزة ثنائية بين فريق يضم شولتز “63 عاما” وأنالينا بربوك “40 عاما”، ضد لاشيت “60 عاما”.
وفي المناظرة التي جرت مساء الأحد، قاتل فريق شولتز وبربوك ضد لاشيت على مدار 90 دقيقة، فيما يبدو تمهيدا لتحالف حكومي بين الخضر والاشتراكي الديمقراطي بعد الانتخابات.
وفي لقطة طريفة، عرضت مديرة المناظرة، ليندا زرفاكي، فجأة فيلمًا فكاهيًا عن ميكي ماوس يعود عام 1993، وكان يناقش قضية تغير المناخ، وهي موضوع ساخن في انتخابات 2021.
زرفاكي وجهت سؤالا للاشيت عقب عرض الفيلم، استنادا إلى أن الاتحاد المسيحي أهمل قضية تغيير المناخ كثيرا خلال 16 عاما في سدة السلطة.
وقالت زرفاكي لـ”لاشيت”، “من الواضح أنه لا تتم قراءة الكثير من الكتب المصورة في الاتحاد المسيحي.. لماذا نصدقك الآن عندما تناقش هذا الموضوع (تغير المناخ) حقًا؟”.
ورد لاشيت الذي حاول تطهير حلقه بصوت مسموع أكثر من مرة خلال المناظرة، بأن وزير البيئة المنحدر عن الاتحاد المسيحي في 1993، كلاوس توبفر، كان له تصريح شهير قال فيه “التغير العالمي في المناخ خطر علينا والاستجابة له يجب أن تكون عالمية”.
ومع بدء الحديث عن الأجور، ظهر جليا التحالف بين شولتز وبربوك، إذ اتفقا على ضرورة فرض حد أدنى للأجور يبلغ 12 يورو في الساعة، لكن لاشيت رفض تحديد مبلغ ثابت، وشدد على ضرورة التفاوض مع النقابات وأرباب العمل قبل الحديث عن حد أدنى محدد.
كما اتفق شولتز وبربوك في موضوع الضرائب، إذ يفضلان بين أمور أخرى، زيادة الضرائب على أصحاب الدخل المرتفع، بينما يرفض لاشيت ذلك، ويقول إن ذلك من شأنه أن يضع عبئًا على أولئك الذين يريدون خلق وظائف للناس.
وبعد نصف ساعة كاملة من الجدال حول المال والاقتصاد، لم يتحدث المتنافسون عن قضية الأمن الداخلي سوى في 5 دقائق ونصف.
وقال لاشيت في هذا الإطار، “بصفتي المستشار الاتحادي (المحتمل)، أود أن أجعل موضوع الأمن الداخلي والخارجي من أولوياتي”، مضيفا “إذا ارتكب شخص ما (من المهاجرين) جريمة جنائية، فيجب أيضًا ترحيله”.
ودعت بربوك إلى توظيف مزيد من رجال الشرطة والقضاء لمواجهة التهديدات والجرائم، مضيفة “أكبر مهمة في المجال الأمني” هي أن المجرمين “ذوي الدوافع المتطرفة” طلقاء.
وبعد المناظرة، أظهر استطلاع رأي سريع أجرته مؤسسة فورسا لقياس اتجاهات الرأي العام “خاص”، فوز شولتز بالمناظرة الثالثة، تماما كما حدث في المناظرتين التلفزيونيتين السابقتين.
ورأى 42% من المشاهدين أن شولتز هو الفائز بمناظرة الأمس، وحل لاشيت في المركز الثاني بـ27 في المائة، وبيربوك في المرتبة الثالثة بـ25 في المائة.
وقبل أسبوع من الانتخابات المقررة الأحد المقبل، يتصدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي السباق نحو حكم ألمانيا بـ26% من نوايا التصويت، ويأتي الحزب الديمقراطي المسيحي بـ21%، والخضر في المرتبة الثالثة بـ15%.