دعوة للمسؤولين لمشاهدة معاناة الناس في معرض الكاريكاتير الثاني بطرطوس
طرطوس- محمد محمود
اختُتم في طرطوس معرض الكاريكاتير الثاني للفنان محمد اسكندر الذي أقيم بالتعاون مع مجلس مدينة طرطوس في صالة المدينة القديمة، وتضمن نحو ١٤٠ لوحة تناولت مواضيع مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية تحاكي هموم المواطن السوري ومعاناته، في رسالة عبر الكاريكاتير واللوحات النقدية التي رسمت البسمة على وجوه الزائرين.
الفنان محمد اسكندر تحدث لـ”البعث” عن الرسالة التي حاول إيصالها من خلال لوحاته ورسوماته بالقول: رغم كل الظروف التي مرّت على بلدنا من حرب عسكرية وإعلامية واقتصادية ما زلنا قادرين على العطاء لأننا شعب يحبّ الحياة، وهناك اليوم دعوة من قبلنا للمسؤولين ليشاهدوا أنفسهم في لوحات الكاريكاتير عسى أن يعملوا على التخفيف من معاناة هذا الشعب العظيم، مضيفاً: الكاريكاتير عبارة عن مقال مختزل يغني عن عشرات السطور واللوحات، ومعروف بأسلوبه البسيط الذي يفهمه المثقف والفنان وأي شخص آخر، وبالتالي كان تفاعل الزوار واضحاً من خلال الابتسامات التي رسمتها تلك اللوحات على وجوههم.
وتحدث اسكندر عن أهمية هذا الفن بالقول: للكاريكاتير دور تحريضي، إذ يحثّ الناس على عدم السكوت عن الخطأ ومظاهر الروتين والفساد والنفاق والتقصير الإداري المنتشرين بكثرة في أيامنا هذه، وذلك من خلال إلقاء الضوء على ما ذكرته من لوحات فنية ساخرة وناقدة، إضافة إلى أن هذا المعرض متنفس للناس من ضغوط الحياة اليومية التي يعيشونها كارتفاع الأسعار وسوء الخدمات وغيرها من مشكلات متلاحقة. وأضاف: صحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت اليوم وصول اللوحات إلى أكبر عدد من الناس، إلا أنه يبقى للمعارض رونقها وألقها الخاص، إضافة للنقاش المباشر الذي يتمّ بين الفنان وزوار المعرض حول اللوحات المعروضة.
وختم اسكندر بالقول: للفن عموماً وللكاريكاتير تحديداً رسالة إنسانية ثقافية ذات مضمون توعوي تدفع الإنسان للتفكير ضمن دائرة واقعه المعيشي، ومن ثم إعادة تشكيل هذه الدائرة بفكر وعقل جديد للسعي نحو حياة أفضل، ولذلك كنا ننتظر من المسؤولين في هذه المحافظة أيضاً حضور هذه المعارض ومشاهدة أوجاع الناس كأقل تقدير.