أخبارصحيفة البعث

لودريان يشنّ هجوماً جديداً على واشنطن على خلفية أزمة الغواصات

لا تزال ما تسمّى أزمة الغواصات تلقي بظلالها الثقيلة على العلاقات بين واشنطن وباريس، حيث تصرّ باريس على أن الموضوع يتجاوز صفقة الغواصات إلى أزمة ثقة، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى التضامن مع الموقف الفرنسي في هذا الشأن.

وفي السياق، شنّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هجوماً جديداً على الولايات المتحدة بسبب قضية الغواصات الأسترالية داعياً الأوروبيين إلى “التفكير ملياً” بالتحالفات التي أقاموها.

ونقلت فرانس برس عن لودريان قوله خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: إن “الموضوع يتعلق في المقام الأول بانهيار الثقة بين الحلفاء وهذا الأمر يستدعي من الأوروبيين التفكير ملياً”، معرباً عن الأسف لعدم تشاور واشنطن مع باريس بخصوص قضية الغواصات.

وندّد لودريان مجدداً بـ”قسوة الإعلان” الذي أدلى به الرئيس الأميركي جو بايدن في الـ15 من أيلول الجاري والذي كشف فيه النقاب عن ولادة تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا كان من أولى ثماره الإطاحة بصفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع، وشدّد على أن “الموضوع المطروح اليوم فضلاً عن فسخ عقد صناعي هو الفسخ القاسي وغير المتوقع وغير المبرر”، معتبراً أن “ما يهم الآن هو أولاً وقبل كل شيء مسألة انهيار الثقة بين شركاء”.

وأضاف: إن “التحالف يعني الشفافية والقدرة على الاستشراف والتوضيح والتحدث مع بعضنا البعض وعدم الاختباء وكل هذا يحتاج إلى توضيح اليوم”، لافتاً إلى أن ما قام به بايدن يؤكد استمرار حصول “ردود فعل تنتمي لزمن كنا نأمل أن يكون قد انتهى” في إشارة واضحة إلى عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وأبدى لودريان كذلك أسفه لإقصاء أوروبا عن استراتيجية واشنطن لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، أما فيما يخص برنامج لقاءاته في نيويورك فأكد الوزير الفرنسي أنه لا يعتزم لقاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن وقال: “لم أخطط للقاء بلينكن”، مضيفاً: “ستكون لدي الفرصة لمصادفته في الأروقة”.

إلى ذلك أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن دول الاتحاد الـ27 أعربت عن تضامنها مع فرنسا في أزمة الغواصات الأسترالية الناشبة بينها وبين الولايات المتحدة.

وقال بوريل: إن “وزراء خارجية دول التكتل الذين عقدوا اجتماعاً في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أعربوا بوضوح عن تضامنهم مع فرنسا”، وأضاف: إن “وزراء الخارجية اعتبروا أن الخلاف الذي نشب بين باريس وواشنطن إثر إعلان الولايات المتحدة تشكيل تحالف أمني في المحيطين الهندي والهادئ يضم إليها كلاً من بريطانيا وأستراليا ليس مسألة ثنائية بل قضية أثرت في الاتحاد الأوروبي بأسره”.