إقبال كبير على الجامعات الخاصة يفوق توقّعات “التعليم العالي”
دمشق – لينا عدرة
فاقت أعداد الطلاب المسجلين في الجامعات الخاصة هذا العام توقّعات وزارة التعليم العالي، إذ أكد معاون وزير التعليم العالي لشؤون التعليم الخاص، الدكتور شكري البابا، أن الوزارة فوجئت بعض الشيء بأعداد الطلاب المقبلين للتسجيل في الجامعات الخاصة رغم توقّعاتها بارتفاع نسبة التسجيل ولكن ليس إلى هذا الحد.
وأشار البابا في تصريح خاص لـ “البعث” إلى أن هذه المفاجأة انسحبت أيضاً على أعداد الطلاب الحاصلين على معدلات مرتفعة جداً تمكّنهم من الالتحاق بالجامعات الحكومية، والذين اختاروا – رغم ذلك – أن يلتحقوا بالجامعات الخاصة.
وبيّن البابا أن ثمة أسباباً وراء هذا الإقبال، يتصدرها بالدرجة الأولى عاملان: الأول رغبة الطلاب بأن يبدؤوا مباشرة بدراسة الفرع الذي يريدونه، خاصة أولئك الذين يرغبون بالكليات الطبية من دون الالتحاق بالسنة التحضيرية، خشية أن تحول الأخيرة دون تمكّنهم من دراسة الطب البشري، وبالتالي قد يضيعون سنة كاملة من دون فائدة، وهذا الأمر – من وجهة نظر الطالب – أحد مساوئ السنة التحضيرية، فيما يتعلق العامل الثاني بعدم رغبة الطالب في الانتقال إلى محافظة أخرى.
وأوضح البابا أن آلية التسجيل في الجامعات الخاصة هذا العام تتم على مرحلتين: تتمثّل الأولى التي انتهت بالتقدم للمفاضلة، لتليها بعد ذلك المرحلة الثانية المتمثّلة بمفاضلة ملء الشواغر لتمكّن من لم يتمكن من الحصول على مقعد في المرحلة الأولى من الحصول عليه في مفاضلة ملء الشواغر.
واعتبر البابا أن إقبال الطلاب على الجامعات الخاصة يعطي مؤشراً إيجابياً بأن الجامعات الخاصة بدأت تلاقي مداً داخل المجتمع، مشبّهاً تجربة الجامعات الخاصة بتجربة المدارس الخاصة التي بدأت انطلاقتها منذ حوالي أربعين عاماً، موضحاً أنه في وقت كانت فيه الأفضلية للمدارس الحكومية، مع عدم توفر أي دافع عند معظم المواطنين بتعليم أطفالهم في مدارس خاصة، بدأت المدارس الخاصة بعد ذلك بإثبات جدارتها، لينسحب المشهد نفسه اليوم على الجامعات الخاصة التي كان أحد أهم عوامل نجاحها اعتماد القيّمين عليها على خبرات وطنية كبيرة من أساتذة الجامعات الحكومية المدربين بشكل صحيح، والممتلكين للمهارات الأكاديمية المطلوبة، لتكون بذلك الجامعات الخاصة مكسباً وطنياً للبلد، كونها أولاً وأخيراً جامعات وطنية.
وأكد البابا حرص الوزارة على منح كل طالب فرصة تعليم واحدة فقط في أية جامعة يريدها، سواء كانت خاصة أو حكومية، وذلك تجنباً لازدواجية قبول الطلاب في أكثر من جامعة، موضحاً أن الطالب الذي يختار الالتحاق بالجامعات الخاصة يترك لغيره مقعداً في الجامعات الحكومية.
وأشار البابا إلى حرص الوزارة على إعطاء الطلاب المتفوقين فرصة للالتحاق بإحدى الجامعات الخاصة من خلال المرسوم رقم 7 الذي تم بموجبه تخصيص 5% من عدد المقاعد المخصصة للطلاب الجدد، حيث يتم التفاضل عليها بين عامة الطلاب على شكل منح مجانية بالكامل.