نـبـض ريـاضـي.. متى تستقر أنديتنا؟
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
تعيش رياضتنا هذه الأيام على وقع تغييرات إدارية تشهدها العديد من الأندية، خاصة تلك التي تمتلك فرقاً في دوري كرة القدم بمختلف درجاته، ومرد هذه التغييرات إما تقصير في أداء المهام أو غياب الانسجام بين الأعضاء وبالتالي الوصول للاستقالة أو الإقالة.
المشكلة الأكبر أن التبديل والتغيير في الإدارات بات سيمفونية محفوظة في مثل هذا التوقيت السنوي، وكأن قدر أنديتنا أن تبقى رهينة مزاجية البعض، ما يجعلها فريسة سهلة للانهيار الإداري، وبالتالي الانحدار الفني، ولنا في هذا المجال أمثلة كثيرة عن أندية أصابها الفراغ الإداري في مقتل.
ولأن الموضوع تكرر دون حلول جذرية فإن المطلوب من القيادة الرياضية وفروعها في المحافظات أن تعي الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، وتحللها بمنتهى الواقعية، وتجد حلولاً لها، فهذه الأسباب مستعصية ومزمنة ويعلمها القاصي والداني، وخاصة تلك التي تتعلق بالتفرد بالرأي أو نقص المال المطلوب.
وفي هذا السياق، هناك أمر غاية في الأهمية يتعلق بازدواجية المعايير فيما يتعلق بأندية على حساب أخرى، فناد مثل الوحدة قدم أغلب أعضاء إدارته استقالتهم لأسباب متعددة لكن حل مجلس الإدارة بأكمله لم يحصل حتى الآن؛ بينما إدارة نادي الحرية التي عينت قبل فترة قصيرة تم تغييرها لأن اللجنة التنفيذية في حلب ارتأت ذلك دون أسباب منطقية، أو تبرير واضح.
طبعاً، لا بد من الإشارة إلى أنه في كثير من الأحيان، وعندما يكون التعيين هو الحل، نجد سوءاً في الاختيار لإدارات بعض الأندية ما ينتج فشلاً لاحقاً، وهذا لا يعني أن الإدارات التي انتخبت هي أفضل حالاً، لكنها على الأقل تبقى تمتلك شعبية بين المشجعين ويبقى الاتحاد الرياضي بريء الذمة اتجاهها معنوياً في حال حصول أي خرق أو خطاً.
وكما يقال دائماً، فإن الأندية هي الحلقة الأهم في البناء الرياضي كونها الحاضن الأول للرياضيين والمنطلق الأساس لهم. لكن في ظل التخبط الإداري المستمر، من الصعب الحديث عن أي تطور في النواحي الفنية، فالأمران مرتبطان بشكل وثيق ويتناسبان طرداً.
الأكيد أن الواقع الحالي لأنديتنا لا يرضي القيادة الرياضية لكن عدم الرضا وحده لا يكفي لإنقاذ الموقف، فالمتوقع أن نرى رؤية مختلفة للواقع الإداري لأنديتنا التي لن تفلح في تقديم الفائدة والإضافة في ظل هذه الأوضاع التي تكاد تكون شبه كارثية.