في النادي السينمائي: الأفلام التوثيقية للحرب الإرهابية تحتاج إلى تمويل
حظي الفيلم التوثيقي “الحب والحرب” الذي صوّر أحداثاً وقعت بين عامي (2014-2015)، وعُرض ضمن فعاليات النادي السينمائي، بالتعاون بين المؤسسة العامة للسينما ومؤسسة أحفاد عشتار في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بمشاركة د.أيسر ميداني والمخرج وليم عبد الله ومديرة المركز رباب أحمد.
جمع الفيلم بين ثنائيات من مناطق جغرافية مختلفة، وقد اعتمد المخرج وليم عبد الله الذي قام بإنتاج الفيلم بمفرده على الواقعية التسجيلية بين الشخوص، مع استحضار مشاهد حقيقية من حياتهم الخاصة والاعترافات بالحب، ليتوازى هذا المسار “الديكو دراما” مع الخط التوثيقي للاشتباكات العنيفة والمعارك والمواجهات بين داعش ورجال الجيش العربي السوري، وصولاً إلى تحرير المناطق التي خفق فيها قلب الجنود لفتيات من هذه المناطق، فمن دير عطية ويبرود ودير الزور إلى مناطق كثيرة امتدت على مدى جغرافية سورية شهدت الاشتباكات، وذُكرت أثناء اللقاءات التسجيلية (داريا- جوبر- حلب- حماة… وغيرها).
فمن دير عطية حكاية إيمان الموظفة في قسم الأشعة في مشفى الباسل وشهدت عملية الحصار، ومن ثم تحرير المشفى ودير عطية وتزوجت من الجندي علي الحافي المشارك في عملية التحرير، إلى حكاية الجندي ماهر إبراهيم الذي دخل يبرود على دبابة الجيش العربي السوري مع زميله بعد تحرير يبرود إلى المقر وخفق قلبه للفتاة التي تقف على الشرفة غدير غندور وتزوجها بعد قصة حب.
أما الثنائية الثالثة فكانت في دير الزور وتردّد حيدر محمد في إجازاته القليلة إلى الأحياء المدنية على عائلة شروق أحمد فوقع بغرامها، لكنه أصيب في كتفه في إحدى المعارك بعد زواجهما وأصبحت شروق يده اليمنى.
أما عن مصير شخصيات الفيلم؟ فأجاب المخرج أن علي الحافي استُشهد في درعا بعد سنة من تصوير الفيلم قبل ولادة زوجته ابنته الثانية، وماهر فُقد سنوات ثم عاد، أما حيدر فعاد مع شروق إلى دمشق وأصبح سائقاً على ميكروباص بعد أن تمكّن من تحريك كفّ يده ولم يستطع إجراء العملية في الوقت المحدّد.
صعوبات ولكن؟
ورغم ضآلة إمكانات الفيلم الإخراجية وإشكالية الأرشيف وحذف العديد من المشاهد من قبل الرقابة، إلا أن رسالة الفيلم وقفت في وجه الشرخ الاجتماعي واختلاف الطوائف الذي اشتغل عليه الإرهابيون، وتابع المخرج وليم عبد الله حديثه عن تتبع أماكن المعارك وتصويرها خلال ساعتين، مع المصور فقط دون إضاءة ومؤثرات صوتية، وعدم وجود جهة ممولة لأفلام توثق المعارك الحقيقية، فلجأ إلى كتابة القصص التوثيقية، ويتمنى متابعة مشروعه السينمائي.
ورأت د. أيسر ميداني أن الفيلم يظهر التعددية اللونية للمجتمع السوري، وأن هذه الأفلام تقف في وجه الأفلام المزيفة التي تصنع بالخارج للنيل من سورية، وتحدثت عن أهمية التوثيق فكل فرد معنيّ بالتوثيق.
في حين اقترحت السيدة رباب أحمد تشابك الوزارات والمؤسسات والجهات الخاصة لتمويل الأفلام التوثيقية للحرب الإرهابية على سورية، وبيّنت أن حالات الزواج التي شاهدناها في الفيلم من مناطق جغرافية مختلفة قد تكون أحد الحلول بالزواج من كل المناطق والطوائف والقوميات كي لا يتسنى للعدو أية ثغرة يدخل من خلالها.
وعقّبت الأستاذة ماريا سعادة بأن الفيلم أيضاً تناول تابو الحب وهو الطريق الوحيدة لإعمار سورية بعد الحرب التي كشفت كل التابوهات الخفية الساكنة في داخلنا، وعلينا إعادة حياتنا من جديد.
كما حلّلت د. رندة رزق الله الاختصاصية النفسية مفهوم الحب لتصل إلى أن الحب كان القوة التي دفعتهم للاستمرار، متوقفة عند أمر مهمّ جداً، فمقابل الحب الذي رأيناه كانت داعش في مناطق أخرى تغتصب النساء وتأخذهن أسرى ونتج عن ذلك أولاد مجهولو النسب، فاقترحت صناعة أفلام تقارن بين الوجهين.
ملده شويكاني