ماذا دار في لقاء الـ 6 ساعات بين قائدي الجيشين الروسي والأمريكي؟
أجرى قائدا الجيشين الأمريكي والروسي محادثات لمدة ست ساعات في هلسنكي، يوم الأربعاء، في أول لقاء مباشر بينهما منذ عام 2019، فيما تتكيف الدولتان مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان واستيلاء طالبان عليها.
ولم يكشف الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، ولا فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة الروسية، تفاصيل المناقشات التي جرت والبيانات الصادرة من الجانبين كانت في حدها الأدنى، بما في ذلك في بلدان مثل سورية حيث تعمل القوات الأمريكية والقوات الروسية على مقربة شديدة، ولم يتضح بعد كيف ستنتقل واشنطن وموسكو إلى الخطوات التالية في أفغانستان.
وقال بيان للجيش الأمريكي، تضمن تفاصيل عن مدة الاجتماع ولم يتضمن تفاصيل عن جدول الأعمال، إن المحادثات استهدفت “الحد من المخاطر وعدم التضارب على مستوى العمليات”.
وللولايات المتحدة وروسيا مصالح عسكرية متنافسة غالبا في أنحاء العالم، بما في ذلك في بلدان مثل سورية حيث تعمل القوات الأمريكية والقوات الروسية على مقربة شديدة. ولم يتضح بعد كيف ستنتقل واشنطن وموسكو إلى الخطوات التالية في أفغانستان.
ويتعرض الجيش الأمريكي لضغوط من الكونغرس لتعزيز استراتيجية لمواجهة الإرهاب والتصدي لمخاطر قادمة من أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي واستيلاء حركة طالبان عليها في آب.
وهذا السياق، ذكرت تقارير صجفية أن القمة تأتي فيما يسعى الجيش الأميركي إلى إنشاء قواعد في البلدان المجاورة لأفغانستان، حتى يتمكن من مراقبة تحركات الجماعات المسلحة في البلاد، خشية تخطيطها لهجمات ضد مصالح أميركية.
وخلال إعلان الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، أكد الرئيس جو بايدن أن واشنطن ستحتفظ “بقدرات” لتجنب تحوّل أفغانستان إلى مركز للمجموعات المسلحة كـ”القاعدة” و”داعش”، كما كانت خلال فترة حكم طالبان قبل العام 2001.
لكن الولايات المتحدة التي كان لديها أوائل العقد الأول من القرن الحالي قواعد عسكرية في العديد من البلدان المجاورة لأفغانستان، بما فيها أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، لـ”تنفيذ عملياتها داخل أفغانستان” التي تتشارك حدودها مع 6 دول، لم يعد لديها أي منفذ إلى هذه البلدان في آسيا الوسطى. بينما تمتلك روسيا قواعد عسكرية في أكثر من بلد ضمن منطقة آسيا الوسطى.
وقبل أيام، أعلنت دول “معاهدة الأمن الجماعي”، التي تقودها روسيا وتضمّ عدداً من الدول المجاورة لأفغانستان، أنها لا تقبل استضافة قواعد عسكرية أجنبية داخل أراضيها. وقالت كازاخستان، العضو في المعاهدة، إنها “تؤيد الموقف المشترك لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومفاده أن وضع لاجئين أفغان أو نشر قواعد عسكرية أجنبية في أراضينا أمر غير مقبول”.
وقالت إدارة الرئيس بايدن إنها ستعتمد على عمليات “في الأفق” قد توجه من خلالها ضربات لجماعات مثل القاعدة وداعش في أفغانستان إذا هددت الولايات المتحدة.
لكن، مع عدم وجود قوات على الأرض، فإن مستوى قدرة واشنطن على اكتشاف المؤامرات ووقفها غير واضح. وبعد حرب استمرت 20 عاما، فإن المسؤولين العسكريين لديهم أيضا نظرة قاتمة لطالبان ويشيرون إلى علاقاتها مع القاعدة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو بحاجة إلى التعامل مع حكومة طالبان، وأنه يتعين على القوى العالمية أن تدرس فك تجميد أصول أفغانستان.