“الرينة” جديد منتخبنا الوطني.. فهل يكون صدمة إيجابية تكرّس عقلية التغيير؟
حلب- محمود جنيد
أثار نبأ استدعاء قلب دفاع فريق رجال نادي الاتحاد والمنتخب الوطني للشباب علي الرينة للالتحاق بالمعسكر التدريبي المقرر للمنتخب الوطني الأول بكرة القدم اليوم الخميس، استعداداً للمشاركة في التصفيات النهائية (الدور الثالث) المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، ردود أفعال واسعة الطيف، معظمها، الاتحادية منها على وجه التحديد، كانت إيجابية متفاخرة وسعيدة ومتفائلة.
“البعث” كانت قد تطرّقت في مناسبات عديدة سابقة لأحوال لاعبي منتخبنا الوطني للشباب، وحضورهم القوي الطاغي، سواء في دوري فئتهم الذي لمعوا فيه بصورة واضحة وقد تكون طابقية عن أقرانهم، حتى إن السباق على لقب هداف الدوري يظهر في مقدمته مهاجمو المنتخب، وعلى رأسهم قناص الاتحاد زكريا رمضان المتصدر بخمسة أهداف، في حين أخذ وجود نجوم منتخب الشباب في صفوف فرق رجال الأندية يتنامى، إذ أكد مدرب فريق رجال الطليعة فراس قاشوش عزمه على ضم الثلاثي: (عدي حسون، عبد الكريم زيدان، سائر رويش) لصفوف فريقه، (وهذا قلناه سابقاً)، فضلاً عن تواجد قائد منتخب الشباب محمود أسود كركيزة مهمة مع رجال الكرامة، والثلاثي: (حذيفة خلوف، محمد سراقبي، محمد عقاد) مع رجال النواعير، والثنائي اللامع: علي الرينة وحسن دهان مع رجال الاتحاد، لكننا، للأمانة، ورغم تفاؤلنا بشباب المنتخب أمل الحاضر ونواة مستقبل الكرة السورية، لم نتوقّع هذه القفزة المزدوجة العالية لصخرة الدفاع علي الرينة من الشباب إلى الرجال دفعة واحدة، وهذا أمر لافت مدهش ومشرف بآن معاً.
مجرد استدعاء اللاعب للمنتخب الأول وهو بعمر 16 ربيعاً حدث علّق عليه الجمهور الكروي باهتمام، إذ كان بالنسبة لشريحة منهم قراراً جريئاً وشجاعاً، وسابقة غير معهودة قد تكون بادرة خير تؤسس لعهد جديد تأخذ فيه مواهبنا الشابة الصاعدة مكانها في المنتخب الأول ليكون العمر (صغيراً كبيراً) مجرد رقم، وفي الوقت نفسه تكون دعوة الرينة للمنتخب الأول، بصرف النظر عن الظروف التي مهدت لها، نقطة تحول في الفكر، والعقلية التي تتعاطى مع اللاعب الشاب محلي الصنع تحديداً، والتعامل مع أية موهبة كخيار متاح للاستفادة منه في المنتخب الأول، أو الاحتراف الخارجي ليكون أكثر نضجاً وتبلوراً، ما ينعكس بالضرورة على مستقبل الكرة السورية.
وبالبحث في خلفية اللاعب علي الرينة الذي كسر القاعدة وطرق باب المنتخب الأول، وهو من (مواليد 2004)، فقد برز هذا الموسم بوضوح من خلال اعتماد مدرب فريق رجال الاتحاد الكابتن أنس صابوني عليه كأساسي في فريقه، وكان عند حسن الظن، كما الحال بالنسبة لوضع الرينة مع منتخب الشباب الذي خاض جميع مبارياته الودية كلاعب أساسي، وقيمة فنية يعوّل عليها لبناء أية استراتيجية لعب دفاعي بما يمتلكه من مقومات بدنية وهو صاحب القوام الصلب والطول المميز 186 سم، مع إجادته للألعاب الهوائية واستخدام الرأس وتفوقه بالالتحامات وإجادته للعب بالقدمين، فضلاً عن ثقله ووعيه ورزانته في أرض الملعب.
وبتواصلنا مع اللاعب الذي يعتبر إحدى ركائز مستقبل الكرة السورية أكد أنه تفاجأ بدعوته لمعسكر المنتخب، وغمرته نشوة فرح لم يألفها سابقاً، وفي الوقت نفسه أشعرته بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو يتقلّد الشرف الذي يتمنى بل ويحلم به أي لاعب، وهو الانضمام لصفوف المنتخب الوطني الأول، كما غيره من المنتخبات، إذ تشرف بالانضمام لصفوف منتخبي الناشئين والشباب.
وأشار الرينة إلى أنه سيفجّر مكامن طاقاته وأقصى ما يمتلك منها ليكون أهلاً لما انتدب له، وعند حسن ظن الكابتن نزار محروس الذي شكره على هذه الثقة العظيمة، ولم ينس قلب الدفاع النابض “الرينة” الذي صعد السلم بثبات وتسارع لافت أن يذكر فضل ناديه الأم الاتحاد الذي تخرّج في مدرسته العريقة، نبع المواهب والنجوم على مر تاريخ الكرة السورية.