بعد أزمة الغواصات.. هل بات الجيش الأوروبي قريب المنال؟
استغرب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير التصريحات التي أدلت بها رئيسة الوزراء الدانماركية وقالت فيها إن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع وحماية الاتحاد الأوروبي مهما كلف الأمر.
وقال لومير لوسائل إعلام فرنسية إن الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستواصل حماية الاتحاد الأوروبي والدفاع عنه خطأ كبير، وإن على الاتحاد أن يعتمد على نفسه، وأضاف أن أزمة الغواصات وما حصل في أفغانستان، يظهران أنه لم يعد بإمكان الأوروبيين الاعتماد على الولايات المتحدة، لضمان حمايتهم الإستراتيجية.
وأكد لومير أن على أوروبا أن تفتح عينيها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها هاجس واحد هو احتواء صعود قوة الصين.
وقال “عندما يتم اتخاذ مثل هذا القرار القاسي، أعتقد أنه يترك آثارا دائمة.. لم يكن لدي أوهام بشأن التطورات الإستراتيجية للولايات المتحدة، فهم يعتقدون أن حلفاءهم يجب أن يكونوا مطيعين”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قرر ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مكالمة هاتفية، فتح مشاورات معمقة لضمان الثقة، وذلك بعد التوتر الذي شهدته علاقات البلدين إثر صفقة الغواصات مع أستراليا.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن الرئيس الفرنسي قرر عودة سفير فرنسا إلى واشنطن الأسبوع المقبل، كما أكد بايدن مجددا على الأهمية الإستراتيجية للمشاركة الفرنسية والأوروبية في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين سيجتمعان في أوروبا نهاية تشرين الأول المقبل من أجل الوصول إلى تفاهمات مشتركة في إطار الحرب ضد الإرهاب، كما تلتزم واشنطن -وفق البيان نفسه- بتعزيز دعمها لعمليات مكافحة “الإرهاب” في منطقة الساحل الأفريقية التي تقوم بها الدول الأوروبية.
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرنسا إلى تجاوز غضبها بشأن صفقة الغواصات الأميركية الأسترالية، في حين أكد دومينيك راب -نائب رئيس الوزراء البريطاني- أهمية اتفاقية “أوكوس” (OCUS) الموقعة مع الولايات المتحدة وأستراليا، من أجل تحقيق رؤية بلاده لتعزيز الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وقال راب إن اتفاقية “أوكوس”، التي أدت إلى إلغاء صفقة كانت أبرمتها فرنسا مع أستراليا لشراء غواصات فرنسية، هي اتفاقية “مهمة جدا لأمن بريطانيا”، وإنها ستسهم في “تعزيز الاستقرار بمنطقة المحيطين الهندي والهادي”، وستعزز مفاوضات لندن لتوقيع اتفاقيات تجارة حرة، و”ستخلق الكثير من الفرص والوظائف”.
ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، أزمة شديدة الخميس الماضي، وذلك بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية وتعويضها بأخرى أميركية عاملة بالوقود النووي، وهو ما وصفته باريس بأنه “خيانة وطعنة في الظهر”.
وفي السياق نفسه، قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في رد على سؤال بشأن فكرة إنشاء جيش أوروبي مشترك، إنه يجب أن تكون للأوروبيين القدرة على نشر قواتهم كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف في لقاء مع شبكة “بي بي إس” الأميركية أنه ستكون هناك مشاكل في جوار الاتحاد الأوروبي ولن تتدخل الولايات المتحدة، وأن على الأوروبيين أن يكونوا قادرين على التدخل.
وقال إن على حلف “الناتو” ألا يقلق من إنشاء الجيش الأوروبي لأن القدرات العسكرية الأوروبية مكملة للحلف وليست بديلا عنه.