أمريكا بين الانسحاب والانضمام
تقرير إخباري
استضافت إدارة جو بايدن قمة عالمية حول جائحة “كوفيد 19” عبر رابط فيديو يوم الأربعاء الماضي. وهذه الخطوة مرحب بها لاحتواء انتشار فيروس كورونا الجديد والمتغيرات الجديدة للفيروس، لكن التناقضات التي تعيشها الإدارات الأمريكية المتعاقبة ترخي بظلالها على جدية الولايات المتحدة.
يعتبر الحزب الديمقراطي أكثر ميلاً لاستضافة اجتماعات عالمية. على سبيل المثال، خلال فترة رئاسته، لم يبدأ باراك أوباما فكرة عقد قمة للأمن النووي فحسب، بل استضاف أيضاً القمة الأولى والأخيرة في واشنطن في عامي 2010 و 2016 بتعاون هادف للغاية في مجال الأمن النووي. كما استضاف الرئيس بايدن بالفعل قمة عالمية افتراضية حول تغير المناخ شاركت فيها الصين، رغم أن الولايات المتحدة لم تعد تقود العالم في الكفاح ضد تغير المناخ.
خلال قيادة الرئيس بيل كلينتون تم تبني بروتوكول “كيوتو”، إلا أن خليفته جورج دبليو بوش أعلن أنه لن ينفذ البروتوكول. وبالمثل، على الرغم من أن أوباما دفع باتجاه اتفاقية باريس للمناخ إلا أن خليفته دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاقية، كما سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
صحيح أن الكل يثني على بايدن لانضمامه مجدداً إلى اتفاقية باريس ومنظمة الصحة العالمية، لكن سيكون من المستبعد أن يتوقع أحد من الولايات المتحدة تحت إدارته استعادة القيادة العالمية بهذه السرعة.
قد يتوقع المرء أن تكون الولايات المتحدة، التي تبادر بمثل هذه الاجتماعات العالمية الهامة زعيمة عالمية أخلاقية وموضوعية. لكن لسوء الحظ، لم تعد الولايات المتحدة رائدة عالمية في مكافحة تغير المناخ أو الوباء.
لقد أدى نمط الولايات المتحدة المتمثل في “الانسحاب من الانضمام” إلى إضعاف ثقة العالم بواشنطن، لذلك إن قرار بايدن الانضمام إلى اتفاقية باريس، واستضافته اجتماع عالمي بشأن الوباء لن يعزز سمعة الولايات المتحدة كقائد عالمي في مكافحة الوباء. بدلاً من ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى التفكير بجدية في سبب وجود أكبر عدد من الإصابات – أكثر من 42 مليون إصابة وأكثر من 673000 حالة وفاة- بحيث لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعي المكانة الأخلاقية العالية لعقد قمة عالمية بشأن الأوبئة وتبشير الدول الأخرى بما يجب القيام به لاحتواء الوباء.
وبدلاً من محاولة القيام بالعمل الذي ستفعله منظمة الصحة العالمية على أي حال لتعزيز التعاون العالمي وتأمين الجرعات بالإضافة إلى توفير الموارد الطبية من أجل تحقيق العدالة في التطعيم، سيكون من المفيد أكثر إذا تعلمت الولايات المتحدة أولاً من عيوبها، و عالجت مشاكلها الداخلية.
هناء شروف