من محو الأمية في الـ 50 إلى التخرج الجامعي في الـ 80.. أم هشام حكاية طموح استثنائية
حلم نجلاء بدأ منذ زمن بعيد.. فبعد أن أنجبت وربت 10 أطفال بقيت متشبثة بأحلامها.. وعادت إلى الدراسة بعد تجاوزها سن الخمسين من خلال دورة لمحو الأمية سمعت بها عن طريق الصدفة لتنال بعدها شهادتي التعليم الأساسي والثانوي ومع اقترابها من الثمانين نالت هذا العام شهادتها الجامعية من قسم المكتبات والمعلومات في جامعة تشرين باللاذقية.
نجلاء برغل 79 عاماً التي التقتها السيدة أسماء الأسد واستمعت منها لحكاية طموح استثنائية لا يسجل العمر في فصولها سوى علامات النجاح وتحدثت معها عن روح التحدي والعزيمة بداخلها والتي لم يعرف الإحباط واليأس لها طريقاً في تجسيد حقيقي لقوة المرأة السورية وتمسكها بإرادة الحياة وتحدي الظروف القاسية.
عامان في دورة لمحو الأمية نظمها الاتحاد العام النسائي وأظبت عليها نجلاء أم هشام وهي في سن الـ 52 كانت نقطة البداية لتخطو أولى خطواتها في رحلة طويلة لاكتساب العلوم والمعارف تخللتها محطات من النجاح والفشل ممزوجة بمشاعر الفرح تارة والحزن والخيبة تارة أخرى إلا أنها في كل مرة كانت تعطيها زخما أكبر للاستمرار بحسب ما أوضحت لمراسلة سانا.
وبينت أم هشام أنها اصطحبت شهادة نجاحها في الدورة وامتحانات الصف السادس الابتدائي من منزلها بمنطقة القابون بدمشق بعد أن تهجرت وعائلتها بسبب الارهاب وانتقلوا إلى اللاذقية لتبدأ المشوار من جديد.
رسوب أم هشام لسنتين متتاليتين في امتحانات الشهادة الإعدادية “الصف التاسع” لم يفقدها حماسها وإصرارها على تحقيق حلم أكبر وبالفعل تمكنت من النجاح في المرة الثالثة وقدمت في السنة التي تلتها امتحانات الشهادة الثانوية وحصلت على مجموع يؤءهلها لدخول الجامعة قسم المكتبات والمعلومات.. وتقول: “تفرغت بشكل كامل للدراسة والتزمت بالدوام وكنت أركز أثناء شرح المحاضرات وهذا ساعدني في الاستيعاب والحفظ رغم أني كنت بطيئة نسبيا في ذلك فالعمر له حقه”.
وتحدثت أم هشام عن مشاعر الفخر والاعتزاز التي غمرت قلبها عند مناقشة مشروع التخرج والذي حمل عنوان “تطور تكنولوجيا المعلومات والتحول إلى المكتبة الرقمية” وكيف عاد بها الزمن أعواما إلى الوراء.. تقول: “تخيلت نفسي شابة صغيرة أسعى بكل طاقتي لتحقيق طموحي.. واليوم أدعو الشباب إلى المضي قدما في مسيرة العلم والمعرفة لأنها السبيل الأفضل لبناء الإنسان والارتقاء بالوطن”.
حلم نجلاء برغل لم يتوقف عند هذا النجاح وتطمح لمتابعة تعليمها ودراسة الماجستير لأن رحلة العلم والدراسة لا تتوقف عند حد أو سن معينة.