اتحاد فلاحي حماه يغرّد خارج سرب أوجاع مزارعي التفاح
دمشق – ميس بركات
حالة من اليأس سيطرت على فلاحي المناطق الجبلية في منطقة مصياف خلال موسم جني التفاح الذي “حكم عليه بالإعدام” هذا العام، حسب قولهم، ليتجه الكثير من أصحاب الأراضي إلى قطع أشجارهم بعد قطافها للتدفئة عليها بعد أن فقدوا الأمل من جني أرباح الموسم الحالي والمواسم السابقة، فالخسائر الفادحة التي تكبدوها لم تقتصر على عدم وجود سوق لتصريف محصولهم وتجاهل الجهات المعنية إصدار تسعيرة لأسعار التفاح في تلك المناطق أو استلام المحصول من أي جهة أسوة بالمناطق الأخرى التي تم تبني محاصيلها، لتكون الخسائر مضاعفة خاصة وأن تكاليف الإنتاج كانت باهظة وأرهقت الفلاح وكبدته ديوناً كبيرة عوضاً عن الربح المُنتظر كأي فلاح يزرع ليحصد ثمرة تعبه.
وأكد فلاحو تلك المنطقة وجود مفارقة كبيرة بين سعر تكلفة كيلو التفاح التي تصل لحوالي 600 – 700 ليرة، واضطرار الكثير منهم لبيعه حالياً بـ 400 ليرة عوضاً عن تركه يموت على الشجرة، في المقابل نجد سعره في الأسواق يصل إلى 2500 ليرة. وعلى الرغم من إيصال شكاواهم إلى الإعلام إلّا أن أحدا لم يستجيب باتخاذ قرار ينصفهم ويخفف قدر الإمكان من خسائرهم، فإن لم تستطع وزارتا الزراعة والتجارة الداخلية تسعير المحصول وإيجاد سوق لتصريفه في الوقت الراهن، عليها تأمين خطوط تغذية كهربائية للقرى التي تتواجد فيها برادات خاصة لتخزين التفاح، خاصة وأن وضع الكهرباء هناك لا يحتمل التخزين في البرادات الخاوية على مدار السنوات الأخيرة، والتي يتجاوز عددها 100 براد تقريباً.
ولا يختلف اثنان عن وقوع الجهات المعنية بنفس المطب ككل عام، والوقوف مكتوفي الأيدي أمام وجع الفلاحين وعدم قدرتهم على اتخاذ خطوة جريئة لتسويق الحمضيات والتفاح وغيرها من المحاصيل التي تفترش كل عام الحقول لتغدو طعاماً للمواشي، وفي أحسن الأحوال تُباع بـ 50 ليرة للكيلو أمام عيون اتحاد الفلاحين الذي يفترض أن يكون المعني بأوجاعهم، لكن على ما يبدو كان الأكثر بُعداً هذه المرة، حيث أكد هيثم جنيد رئيس اتحاد فلاحي حماه في اتصال هاتفي أن الاتحاد لم يسمع بمشكلة مزارعي التفاح منهم، بل من الرابطة الفلاحية في مصياف. وبلسان العتب، تحدث جنيد عن لقاء المزارعين بمحافظ حماه قبل التوجه إلى منبر اتحادهم ووعدهم المحافظ بتأمين المحروقات وتحسين وضع الكهرباء لتفريز المحصول في البرادات، مشيراً إلى تواصل اتحاد الفلاحين المستمر مع “السورية للتجارة” لشراء إنتاج المحافظة من المادة، وتم الوعد منذ ثلاثة أيام بتدخل”المؤسسة” التي لا تستطيع شراء كامل الإنتاج لكنها تُخفف من عبء خسائر الفلاح. وطالب جنيد بتدخل جدّي من الحكومة لحل مشكلة مزارعي التفاح بتأمين الكهرباء والمحروقات كون التجار لا يستطيعون أيضاً شراء المحصول وتخزينه في البرادات دون كهرباء.