البيوت المحمية في طرطوس بحاجة إلى حماية..!.
طرطوس- رشا سليمان
مع بدء الموسم الزراعي في سهل عكار بطرطوس بدأت المعاناة الحقيقية لمزارعي البيوت المحمية لجهة تأمين مستلزمات الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار المواد وأجور اليد العاملة وعدم توفر المحروقات والأسمدة وغيرها، إضافة إلى تراجع الدعم المقدّم عاماً بعد عام للمزارعين، ما أدى إلى وقوع الفلاح تحت ثقل الأعباء المادية، حيث بات شبه عاجز عن تأمين مصدر يعتاش منه، وخاصة بعد الخسارات المتكررة التي واجهته.
يقول أحد الفلاحين في سهل عكار إن أسعار لفائف النايلون باهظة جداً، حيث وصلت اللفة الواحدة زنة ١٠٠ كيلو غرام إلى مليون ومئتي ألف ليرة، والعبوات البلاستيكية تعدّت الألف ليرة للعبوة الواحدة، وظرف البذار ما بين ٢٠٠ إلى ٣٥٠ ألف ليرة، والشتلة المطعمة ما بين ٥٠٠ و1000 ليرة، ويحتاج البيت المحمي وسطياً ما بين ٣٠٠ إلى ٥٠٠ شتلة لتحقيق إنتاجية أفضل، كما وصل ثمن لفة التنقيط إلى ١٥٠ ألف ليرة، يضاف إلى ذلك أسعار الأسمدة العضوية أو الكيميائية والأدوية الزراعية التي ارتفعت أسعارها عشرات المرات، ما يرفع تكلفة تجهيز البيت المحمي إلى مليوني ليرة، مشيراً إلى أنها مبالغ ليست متاحة لدى غالبية المزارعين الذين لا يقوون على سد رمقهم.
أمام هذا الواقع يفاجأ مزارعو البيوت المحمية المبكرة بتراجع أسعار منتجاتهم التي لم تكن تتجاوز كلفتها الـ٢٠٠ ليرة للكيلو، في حين تجاوزت التكاليف ٧٠٠ ليرة للكغ كما حصل مع موسم الخيار.
ويتخوّف المزارعون من أن تلاقي باقي المحاصيل المصير نفسه، وبالتالي الوقوع في خسائر يعجز الفلاح عن تحمّلها والالتزام بوفائها، والغريب أن أسعار المنتجات الزراعية لدى تجار المفرق تتجاوز ضعفي السعر الذي باع به الفلاح!!.
ويرى خبير زراعي أن هذه الحلقة المفقودة يجب على الدولة أن تضع لها الضوابط من خلال اعتماد فواتير بين سوق الهال (الجملة) وسوق المفرق والمزارع، وتضع هوامش أرباح مقبولة.
وأوضح رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمود ميهوب أن الفلاحين يقومون بالتجهيز لمواسمهم في ظل ظروف معيشية قاسية وصعوبات كبيرة، جراء نقص الأسمدة والمازوت الزراعي وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، مؤكداً غياب أي دعم للزراعات المحمية، وعلى المزارع تأمين مستلزمات الزراعة من القطاع الخاص و”ما أدراك ما القطاع الخاص!!”، لأن الدولة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة لايمكن لها دعم فلاح الزراعات المحمية، لأن الدعم سيقدم لموسم القمح من ناحية المازوت الزراعي والسماد وبذار القمح!.
ولفت ميهوب إلى أن كثيراً من الزراعات سوف تنحسر بسبب الخسارات المتكررة للفلاح، علماً أن المازوت الزراعي متوفر بشكل قليل هذا الشهر بمعدل طلب واحد فقط /٢٢/ ألف ليتر يتمّ توزيعه مناصفة على قريتي جديدة البحر ومجدلون، والنصف الآخر للمنطقة الشمالية حصين البحر ومحيطها، بعد أن انقطع نهائياً في شهر آب، أملاً أن يتمّ تزويد الفلاحين بكميات من المازوت الزراعي حسب المتوفر، خاصة وأن أغلب الزراعات تحتاج للمازوت لحراثة الأرض والري ورش المبيدات ونقل المنتجات الزراعية.
وحول أسعار المنتجات يقول ميهوب: لقد وعدنا باستلام محاصيل الفلاحين بأسعار عالية لمنع خسارة الفلاح، لكن المحاصيل المحمية لا تستلمها الدولة من الفلاح وعليه تسويقها بنفسه وعلى القطاع الخاص لتصديرها.