صحيفة البعثمحليات

إعادة العمل بقسم طفل الأنبوب في مشفى التوليد الجامعي.. خطوةٌ أولية لكسر الاحتكار الطبي والعلمي

دمشق – لينا عدره

تستمدّ خطوة إعادة العمل في قسم طفل الأنبوب والإخصاب في مشفى التوليد الجامعي أهميتها من كونها ستسهم بشكل كبير في كسر حالة الاحتكار الموجودة، لتبثّ بذلك جواً من المنافسة في الجودة وتحسين التفاعل والبحث العلمي في الوسط الطبي، كخطوةٌ طال انتظارها، وخاصةً على المستويين العلمي والخدمي، لما ستحمله من نقلة نوعية مهمّة جداً ستُلمس نتائجها على المدى القريب.

الدكتور جميل طالب مدير مشفى التوليد، وفي تصريحٍ خاصٍ لـ “البعث”، تحدث عن مراحل افتتاح قسم طفل الأنبوب الذي ما زال يتمتّع بسويةٍ جيدة تضعه بمكانة تفوق ما هو قائم في معظم المراكز الخاصة، على الرغم من إغلاقه لفترة زمنية قاربت العشر سنوات، فهو ما زال بوضعٍ جيد بكل ما يحتويه من أجهزة ومعدات كاملة تمكّنه من العمل بكل طاقاته باستثناء بعض الأمور البسيطة التي تحتاج لبعض إمال الصيانة، مبيناً أن إغلاقه لفترةٍ طويلة كان بداية بسبب سفر الطبيب والمخبري المسؤولين عن عمل القسم، ما اضطر لإغلاقه، وخاصةً مع غياب المخبري الذي يعتبر وجوده شرطاً لاستمرار عمل القسم، معللاً الاستمرار في إغلاقه على امتداد فترة الأزمة بوجود أولويات أكثر إلحاحاً “كالحالات الإسعافية، والعمليات القيصرية”، لتباشر إدارة المشفى في الوقت الحالي العمل والتجهيز لإعادة افتتاحه وبشكلٍ تدريجيٍ خلال الشهر المقبل، كمرحلةٍ أولى، انتقالاً لافتتاحه بشكلٍ كاملٍ قبل نهاية العام الحالي، علماً أن موعد افتتاحه كان محدّداً في الربع الأول من هذا العام، ولكن تمّ التأجيل لأسبابٍ لسنا بصدد ذكرها الآن.

وأشار طالب إلى نتائج التعاون القائم في هذا المجال بين وزارتي الدفاع والتعليم العالي، والمتمثلة بإرسال ثلاثة مخبرين إلى مشفى تشرين لتدريبهم وتأهيلهم للعمل لاحقاً في قسم طفل الأنبوب بمشفى التوليد، أي فور انتهاء فترة تدريبهم، مؤكداً في الوقت نفسه التكلفة المادية البسيطة، لقاء خدماتٍ طبية غاية في الأهمية سيقدّمها القسم لطيفٍ واسعٍ من المواطنين، مقارنةً بتلك الموجودة في المراكز الخاصة، مع التأكيد – والكلام ما زال للدكتور طالب – بأنهم – كإدارة – لا يمكنهم في الوقت الراهن الحديث أو تحديد قيمة تلك التكلفة بسبب التغيير السريع الذي يطرأ على الأسعار خلال فترات زمنية متقاربة جداً، وخاصةً مع وجود معوقات مالي، تتمثل بصعوبة استجرار الأدوية، ولكن ورغم كلّ ذلك، إلاَّ أنها ستبقى بحدِّها الأدنى.

من جهته، أكد رئيس شُعبة العقم وطفل الأنبوب في مشفى التوليد الجامعي، الدكتور هيثم عباسي، استعداد المركز للانطلاقة والعمل بشكلٍ تدريجيٍ، بدءاً بـ “تحاليل السائل المنوي والحقن، وانتهاءً بطفل الأنبوب”، ليكون القسم بذلك، ومع انتهاء العام الحالي، جاهزاً بشكلٍ كاملٍ للعمل، مضيفاً أن ميزة المركز الأساسية احتواؤه أجهزة متطورة تمكنه من الحصول على شهادة الإيزو في الشرق الأوسط، لجهة “البناء وإمكانية الحركة والتجهيزات الموجودة والإمكانيات الجهازية، إضافة للكادر”، مؤكداً أننا وكي نحصل على عملٍ علمي بسويةٍ وجودةٍ مميزة، لابد من الالتزام بعددٍ معيّنٍ من العمليات منعاً للفوضى.

وبيّن عباسي أن للمركز شقين، أحدهما خدمي وآخر تعليمي يتمثل بمنح القسم لشهادة الدكتوراه والماجسيتر للطلاب المتفوقين، إضافةً للراغبين في العمل من خارج الجامعة عن طريق الالتحاق بدورات “مأجورة مخبرياً وسريرياً”، مؤكداً أن العمل لن يتوقف فقط على طفل الأنبوب ومعالجة العقم، بل سيمتد ليشمل الجراحة الاستقصائية، وهو ما تسعى إدارة المشفى اليوم للعمل عليه، ما سيفتح المجال مستقبلاً للتخصّص، وهو ما بدأ فعلياً اليوم من خلال وجود طالبين اثنين أحدهما “طالب دكتوراه تخصّصُه هو الأول في العقم في سورية، وآخر طالب ماجستير”.