الأسماك السامة تغزو سواحل طرطوس
طرطوس – محمد محمود
شهدت الأسابيع القليلة الماضية انتشاراً لعددٍ من قناديل البحر في شواطئ محافظة طرطوس دون أن تسجّل حوادث “لسع” منه حتى الآن، وكذلك سُجّلت حالات رصد في الساحل السوري لسمكة سامة هي سمكة السلور المرجاني المخطّطة.
وعن مصدر هذه القناديل المبقعة التي يصفها الصيادون بالقناديل الصفراء، وسمكة السلور السامة، يوضح الباحث إياد السليم رئيس الجمعية السورية للبيئة والتراث أنها أتت غالباً عبر البحر الأحمر وقناة السويس، مضيفاً أن هناك دعوة للحرص والانتباه من سمكة السلور المرجاني المخطّطة، أو ما يعرف بسمكة العي، وتُسمّى أيضاً سمكة السلور الأنقليسي المخطّط السامة.
وأوضح السليم أن لهذه السمكة ثلاث إبر سامة واحدة في زعنفتها الظهرية الأمامية، وواحدة في كلّ من زعنفتيها الصدريتين، وهذه الإبر تكون أمامية في بنية كل زعنفة، أي مغلفة بجلد الزعنفة نفسها، حيث تقتل بواسطتها الأسماك التي تحاول افتراسها، أما إذا غرزت في يد إنسان يحاول مسكها بيده مثلاً، فيُحقن السم في يده بآلية ذاتية، حتى لو كانت السمكة ميتة، ويسبّب الوخز للشخص ألماً شديداً وتورماً، وقد يشكّل خطراً على حياته، علماً أنّها قد تبقى على قيد الحياة لساعات بعد إخراجها من الماء.
ولفت الباحث إلى أن هذه الأسماك عادةً ما تختبئ نهاراً في جحور الصخور، وتخرج ليلاً بمجموعات لتنكش الرمل باحثة عن طعامها من ديدان وقشريات مختبئة تحت الرمال وغيرها، وبالتالي فنادراً ما تعلق في شباك الصيادين، كما أنّها ذكية وسريعة في ردّة فعلها، فتنجو منها، لكن إذا ما علقت بشباك صياد، وحاول تخليصها من شبكته ودون معرفة مسبقة بخطرها وطريقة مسكها وتفادي إبرها الثلاث هذه، فهنا يكمن الخطر، وكذلك في مسكها حين يجدها البعض نافقة. وبحسب شهادات بعض الغطاسين تمّ تأكيد مشاهدة مجموعات من هذه الأسماك، بتعداد نحو 20 سمكة لكلّ مجموعة (وهذه كثافة عالية) بحسب الباحث.