رياح الجمهور العاتية تعصف بسيناريو الوهم في نادي الحرية.. وشهر عسل الإدارة الجديدة يبدأ بفأل سيء!
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
انهار سيناريو الانتخابات المقررة والمحددة، بموعد الثانية عشرة من ظهيرة الأربعاء الفائت بالنسبة لمجلس إدارة نادي الحرية، كوهم شيد على رمال شاطئ ضربته حركة المد والجذر وأمواج الجمهور العاتية التي توحدت دفاعاً عن النادي، فاردته أثراً بعد عين.
وكان باب تقديم طلبات الترشح، لرئاسة وعضوية مجلس إدارة نادي الحرية، أغلق على ثمانية متقدمين، من بينهم واحد فقط للرئاسة بعد تمديد آخر موعد لاستلام الطلبات المقرر لساعة واحدة.
من تحت الدلف
وكانت الأسماء المتقدمة هي: للرئاسة، يقظان نحاس، وهو صاحب تجربة سابقة لم تنل نصيبها من النجاح وانتهت بإعفائه بسبب مخالفة مرتكبة؛ وللعضوية كل من جودي مهلهل الشبلي، وصفوة شعار، وزين الدين التركماني عفر، ومحمد دهمان، ومحمد حاج نوري، وأديب مكتبي ومروان جاموس. ومن بين تلك الأسماء أشخاص غير مناسبين لمهمة إنقاذية، إذا ما افترضنا بأن إدارة نور الدين تفنكجي – التي جاءت بها تنفيذية حلب، قبل أن تأتي بقرار حلها المصادق عليه من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، بعد ستة أشهر من تعيينها – ضعيفة الأداء وغير منسجمة (وهو ما دحضه رئيس النادي المعفى، وأكثر من عضو في إدارته)، أي أن الهروب سيكون من تحت الدلف لتحت المزراب.
هجمة مرتدة
لكن، وبعد استنفار جمهور نادي الحرية عبر وسائل لتواصل الاجتماعي، ورفع الصوت مجلجلاً برفضه لسيناريو الانتخابات، ووصمه بالمؤامرة الجديدة لإغراق النادي بالدمار والفشل أكثر مما هو عليه، قلب أربعة من المرشحين – وقبل يوم واحد من الانتخابات – الطاولة على رؤوس من أعد لها، إذ انسحب الدهمان والعفر والجاموس، بينما رفض طلب صفوة شعار لعدم انطباق التعليمات الانتخابية عليه؛ وبالتالي، تم إلغاء الانتخابات لعدم توفر النصاب القانوني لها، وذلك رغم محاولات البعض البائسة، ممن لهم مصلحة بسير الأمور كما هو مخطط لها، لثني المنسحبين عن قرارهم القاصم.. دون جدوى!
مفارقات وخضوع
والمفارقة هنا هي أن تنفيذية حلب “المسلوبة القرار والإرادة” – دون تعميم هنا – عادت إلى المربع الأول الذي كانت نفسها أشاحت النظر عنه في فترة سابقة، وقبل تعيين إدارة التفنكجي دون مبرر موضوعي، وقبل أن تمسح “الفيتو” – المفروض حينها – دون أن تتحقق إرادتها، كما أسلفنا؛ ونقصد الكابتن نزار وتى الذي أجمعت عليه جماهير نادي الحرية مؤخراً، لتستقر أخيراً على خيار تكليفه برئاسة النادي، ومعه من يرتئيه مناسباً ضمن طاقمه الإداري، دون تدخل بخياراته مع تحمليه مسؤوليتها، وما سينجم عنها من تعثر في العمل وفشل قد يحصل، ولتبصر إدارة نادي الحرية، إثر ذلك (الخميس الفائت) النور بعد مصادقة المكتب التنفيذي على مقترح إعادة تشكيلها، مؤلفة من نزار وتى رئيساً، ومعه كل من مروان مدراتي/ ألعاب جماعية، ومحمود أسود/ تنظيم، وانطوانيت بلدي/ ألعاب فردية، وعبد الله توتونجي/ كرة سلة، وصالح بودقة/ ألعاب قوة، وأنطوان شرقي/ منشآت واستثمار، أعضاء اجتمعوا في جلسة خاصة خارج النادي، وتوزعوا المكاتب بين بعضهم على غرار ما أوردنا.
الزير والبير
واليوم تأتي إدارة الوتى لتعتلي أنقاض واقع صعب، مادياً وفنياً ومنشآتياً واستثماراياً، وحتى اجتماعياً، وهي مطالبة على أعتاب الموسم الرياضي بحمل الزير من البير، وإصلاح تراكمات ما أفسده الدهر، وقرارات أصحاب الشأن المتخبطين في حلب، من وجهة نظرنا، وليس إدارة نور الدين تفنكجي الذي “دفش إلى المنصب وترك يكابد الغرق، وكان ذنبه أنه رجل نظيف دمث الأخلاق”، وهي مواصفات غير مناسبة للقيادة، حسب من طلب منه الاستقالة التي رفض تقديمها لعدم وصمه بالانهزامية، قبل أن يقال – وإدارته – وهو ما احترمه وتقبله، كما أكد لنا.
الفأل السيء
ولمساوئ الفأل والطالع، بدأ شهر العسل بين إدارة نادي الحرية التي استقبلت المهنئين، يومي السبت والأحد الفائتين، بخسارة فريق شباب كرة القدم في الديربي الحلبي، بما يحمل من أبعاد، أمام الاتحاد بهدفين، لكن ذلك – حسب المناصرين – لا يجب أن يدعو للتطيُّر والتشاؤم، مع تجديد الجميع دعمهم للإدارة الجديدة بأسمائها المحترمة، بانتظار أن تأخذ بيد النادي، وبآمال وتطلعات جماهيره العاشقة، إلى السكة الصحيحة وبر الأمان.
تحديات كبيرة
وإذ ينتظر إدارة القلعة الرياضية الحلبية الخضراء العريقة عمل كبير وتحديات كثيرة، ومسؤوليات جسام على المستويات كافة، فقد حددت – كما علمنا من مصادر مطلعة – الخطوط العريضة لأولويات عملها، إذ تجري المساعي والاتصالات “مفتوحة” مع داعمين يمدون يد العون للنادي بسخاء ومحبة “على الحلوة والمرة”، وهناك بوادر إيجابية بهذا الخصوص، كما ستعيد إدارة النادي تشكيل كوادر النادي بما يتناسب مع توجهاتها الارتقائية؛ كذلك تشكيل لجان فنية لجميع الألعاب من خبرات النادي ستعطى صلاحيات مطلقة بالعمل بما يخدم المصلحة العامة، كما سيتم إعادة دراسة وتقييم وضع المنشآت الاستثمارية، وفتح ملفاتها التي تشوب المخالفات بعضها، والتي سيتم التعامل معها وتسويتها بما يخدم مصلحة النادي ويحقق الوفرة المادية والاكتفاء الذاتي. وكأمثلة، دون حصر، عقد مسبح سيزر المجحف بمدته الطويلة وبدله الاستثماري غير المتناسب مع الأسعار الرائجة حالياً، بعقد ومدة زمنية طويلة، ومقصف العبابيد المغلق رغم أن الإدارة السابقة رفعت دراسة للمكتب التنفيذي بخصوص إعادة تفعليه، ومبنى مكاتب “سيريتل”، أيضاً، الذي لا يتلاءم عقده مع أسعار الصرف الرائجة، وهو مجحف إذ يدر – حسب علمنا – 62 مليون ليرة سنوياً بينما القيمة التي يستحقها تفوق 250 مليوناً حسب موقعه الاستراتيجي، ومقر الإدارة الواسع الذي يمكن الاستفادة منه، وحديقة الياسمين التي كانت عبارة عن مقصف يرتاده كثر، لكنه أصبح مهجوراً حالياً، وملعب التنس غير المستثمر، وبقعة الأرض المحاذية للمسبح والتي يمكن استثمارها.