طباع يؤكد ضرورة توثيق تاريخ القدس بكل اللغات خوفاً من تزويره
دمشق- بشار محي الدين المحمد:
ضمن فعاليات يوم القدس الثقافي نظمت مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني ندوة بعنوان “جولة أثرية في مدينة القدس” في مكتبة الأسد الوطنية حاضر فيها وزير التربية دارم طباع، عرض خلالها للدور التاريخي، والإنساني للقدس، وقدم شرحاً حول تراثها المعماري.
وركز الوزير طباع على نقاط التلاقي والتوأمة بين التراثين الفلسطيني والسوري الذي يظهر جلياً حتى بوحدة تصميم المدن سواء في دمشق القديمة، أو القدس التي تعتبر من روائع الأوابد المعمارية، ولها أبواب كأبواب دمشق كباب يافا، وباب الجليل الذي بني في العام 1898، عند زيارة الإمبراطور الألماني للمدينة نظراً لحبه الشديد لها، حيث دخل من هذا الباب إلى القدس، ومن ثم جال في لبنان، وسورية، كما يعد باب الساهرة من أهم مداخل القدس، وباب الأسباط الذي بناه السلطان سليمان القانوني، وباب المغاربة.
وميز الوزير بين قبة الصخرة والمسجد الأقصى التي يظنها الكثيرون بناء واحداً، وعرض أوجه الشبه بينه وبين المسجد الأموي في دمشق من الداخل، ويوجد في وسطه حائط البراق الذي حاول اليهود نسبته لهم عبر تسميته حائط المبكى لطمس التاريخ العربي والإسلامي، كما يوجد جامع عمر بن الخطاب الذي رفض الصلاة على الصخرة لكي يكون تراث القدس ملكاً للجميع، ولا يبنى مسجداً عليها، أما الصخرة فهي مفصولة عن الأرض بمغارة، وقد كثرت الحكايات والروايات حولها وحول مصدرها، وقد تم الاهتمام بقبتها وصب طبقتها من الرصاص، وتغليفه بالذهب لتصبح من روائع التصاميم المعمارية، ونوه الطباع إلى خطورة ما يفعله الكيان الصهيوني من تشويه لمدينة القدس عبر توسيعها بالأبنية، ومن المعروف أن هذه المدينة تكتسب جماليتها من بساطتها، وصغر مساحتها، وإحاطة البيوت الصغيرة بها، كما هي دمشق القديمة.
وحذر الوزير طباع أيضاً من قلة كتب التوثيق لتراث القدس العربي المترجمة للغات أخرى في مواجهة الكثير من الكتب المروجة للإسرائيليات، والتي تحاول نسبة كل تراث المنطقة لليهود، والاعتماد على الهرطقات، والافتراء لتغيير حقائق التاريخ الذي يشهد بخلو تلك المنطقة من التواجد اليهودي.
وخلال الندوة شرح أستاذ مادة التاريخ العربي والإسلامي في جامعة دمشق الدكتور عمار النهار عن عراقة تاريخ مدينة القدس التي أعيد بناءها عبر الزمن 18 مرة، وفي كل مرة كانت تعود لتثبت بشكل أكبر رسوخها الحضاري، والتاريخي.
وأشار النهار إلى أننا في سورية نلاحظ الاهتمام الرسمي بتوثيق التراث المادي، كون الصراع امتد إلى ساحته بشكل كبير، كما بتنا نلحظ التشويه الكبير في تغيير التراث، وأسماء المدن، والنباتات، وكل مكونات هذا المنطقة، وقد قال سابقاً الصهيوني بن غوريون(الكبار يموتون، والصغار ينسون).
وذكر النهار أن القدس في معظم آثارها مملوكية، وهذا أمر هام لكن لا يعرفه الكثيرون، ويجب تسليط الضوء عليه عبر الندوات والمحاضرات، مؤكداً أيضاً على الوجه الحضاري لسورية الذي شهد به الآثاريون الذين زاروها واعتبروها من الأصول.
حضر المحاضرة المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، والمدير العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح، وعدد من السفراء المعتمدين في دمشق.