تطوير رياضتنا يبدأ من مدارسنا والمؤتمر خطوة أولى
خالد جطل
عشرات السنين ورياضتنا تقبع في غرفة الإنعاش بمختلف ألعابها، وما تحقق من إنجازات فردية ليس إلا طفرات تفصل بينها سنوات وسنوات، ففي ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي كانت رياضتنا في المقدمة عربياً، وتنافس بمختلف الألعاب للذكور والإناث بمختلف الأعمار رغم قلة الإمكانيات، وهذا لم يأت من عبث، بل جاء نتيجة طبيعية للإخلاص بالعمل والتخطيط السليم وترابطه بشكل كبير مع الرياضة المدرسية التي تشهد غياباً قسرياً عن مدارسنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث بدأت بلفظ أنفاسها شيئاً فشيئاً إلى أن باتت رياضة على الورق فقط وبلا روح، وتحولت من رافد للرياضة السورية إلى جهة تستعطف الأندية لرفدها بالرياضيين لإقامة بطولاتها التي كانت فيما مضى منجماً لاختيار نخبة لاعبينا وأبطالنا بمختلف الألعاب، والدليل الألقاب التي حققتها سورية عربياً بالبطولات المدرسية، وتفوقها عربياً وحتى آسيوياً.
حديثنا اليوم يأتي تزامناً مع انعقاد مؤتمر تطوير الرياضة المدرسية والجامعية الذي يقام تحت شعار “التربية الرياضية دعامة أساسية في بناء المجتمع لإعداد جيل قوي بدنياً وأخلاقياً وفكرياً”، وما نتمناه من هذا المؤتمر ألا يكون نسخة مكررة لمؤتمرات وملتقيات كثيرة أقيمت ما بين الاتحاد الرياضي العام ووزارتي التربية والتعليم العالي، وجمعت نخبة كوادرنا الرياضية، لكن نتيجتها كانت صفراً بدليل أن رياضتنا المدرسية والجامعية والرياضية مازالت تراوح مكانها، وإذا نجح المؤتمر في تجاوز هذه الرتابة فإنه سيكون خطوة أولى هامة ومتميزة على طريق البناء الصحيح.
الرياضة المدرسية هي نقطة البداية بكل تفاصيلها، فالحصة الدرسية الرياضية مادة حقيقية لا وهمية، لذلك لابد من تزويد مدارسنا بكل مستلزمات النشاط الرياضي الغائب وإعادة تفعيله وإلا ما نفع وجود كليتين للرياضة في جامعتي تشرين وحماة، وما نفع خريجيها بالعشرات سنوياً الذين يتحولون من عناصر فعالة يمكن أن نستفيد منها إلى عاطلين عن العمل؟!.