نـبض ريـاضي.. الألعاب الفردية وتوسيع الرؤية
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
لم يكن مهرجان الألعاب الفردية الذي نظمه مكتب “دعم” بالتعاون مع الاتحاد الرياضي، مطلع الأسبوع الجاري، مجرد حدث رياضي تكريمي أو استعراضي، بل كان فكرة رائدة يشكر القائمون عليها كونها لفتت النظر إلى أن الرياضة ليست كرة قدم أو كرة سلة فقط، بل تتعداها لألعاب تستحق مزيدا من الدعم والاهتمام وإن كانت لا تحظى بذات الجماهيرية.
فعندما تتواجد عشرات الألعاب الفردية وتقدم عروضها للجماهير بصورة فنية تعريفية، وتحظى باهتمام مسؤول وحضور إعلامي، فإن ذلك مؤشر على أن درس أولمبياد طوكيو الماضي – الذي واصلت فيه هذه الألعاب قيادة رياضتنا نحو منصات التتويج – قد فهم وبات بالإمكان البناء عليه.
المهرجان، وإن كانت مدته لم تتعد بضع ساعات، كشف أن رياضيي هذه الألعاب متعطشون ليكونوا تحت الأضواء، فمن شاهد الحماس والتنافس لتقديم أفضل العروض أدرك أن المواهب موجودة وبكثرة في ألعاب تتطلب الكثير من الجهد والتعب وحتى التضحية المالية، ليكون المطلوب من القائمين على رياضتنا توسيع الرؤية، لنخرج من سطوة بعض الألعاب وسيطرتها على الرعاية والاهتمام.
في مرات سابقة، شددنا على ضرورة وجود استراتيجية تتعلق بتطوير هذه الألعاب وتقديم كل ما يلزم لها في سبيل الحفاظ على تواجد رياضتنا على قيد الإنجازات، لكن الكثيرين من أبطالها باتوا يطالبون اليوم بقانون احتراف خاص بهم لتتحقق العدالة مع بقية الألعاب ويكون بمقدورهم التفرغ للتحضير والاستعداد والتحسن في ظل صعوبة الظرف الاقتصادي؛ وهذا المطلب، وإن كان صعبا من الناحية النظرية كون تعديل قانون احتراف الألعاب الجماعية مضى عليه سنوات، وحتى مع وصول مكتب تنفيذي جديد، بقي معلقا بقرار المجلس المركزي الذي لم يعقد حتى الآن، إلا أنه مطلب محق وقابل للتنفيذ حال توفر الإرادة والنية لتحسين واقع هذه الألعاب ورياضييها.
لن نكون مثاليين في طروحاتنا، لكن الأكيد أن الاستمرار في ذات الطريقة في التعامل مع ألعاب تدر الميداليات لم يعد مقبولا؛ وكل الذرائع عن ضيق ذات اليد، وغير ذلك من المبررات التي حفظناها عن ظهر قلب، لن تقنع بعد الآنً، فالعام المقبل سيحمل العديد من المشاركات القارية والعربية، والأكيد أننا لن نقبل إلا أن تكون رياضتنا في أحسن صورة، وأوفر غلة من الميداليات، وهذا لن يتحقق إلا بجهود الألعاب الفردية.. المظلومة دعما، الناجحة نتائجا.