لجنة نقل الركاب تحابي السرافيس على حساب المواطنين!
القنيطرة- محمد غالب حسين
أصدرت لجنة نقل الركاب بمحافظة القنيطرة في اجتماعها الأخير قراراً يقضي بمنع وصول باصات مجلس مدينة القنيطرة إلى البرامكة، وإلزامها بدخول مركز انطلاق السومريّة، بعد عدم تمكن اللجنة من ضبط آلية عمل السرافيس المسجلة على خط دمشق القنيطرة، والتي يزيد عددها على (٢٧٥) سرفيساً، استناداً لمحفوظات مديرية النقل بالقنيطرة، حيث تحصل على مخصّصاتها من المازوت يومياً، وتبيعه لمحطات الوقود، محققة ربحاً وفيراً دون أن تعمل على الخط.
عضو المكتب التنفيذي لمحافظة القنيطرة مسؤول قطاع النقل فرج صقر دافع عن قرار لجنة نقل الركاب، لأنه يهدف لزيادة عدد رحلات باصات مجلس مدينة القنيطرة إلى ثماني رحلات يومياً، لتأمين وسائط النقل اللازمة للمواطنين.
ورداً على سؤالنا عن واقع عمل السرافيس المسجلة على خطوط محافظة القنيطرة، ابتسم، وقال: (ليش مين قادر يضبط السرافيس)؟!!.
أما نائب محافظ القنيطرة حسين اسحاق فعزا الأمر، وموجبات استصدار القرار، إلى التقيّد بالتعليمات التي تحدّد نهاية خط القنيطرة في مركز انطلاق السومرية، متناسياً أن المحافظة نسَّقت مع محافظة دمشق، لدخول أربعة باصات للمدينة، ووصولها للبرامكة.
بدوره نفى مصدر مُطّلع -طلب عدم التصريح باسمه- ورود أي كتاب من محافظة دمشق بشأن منع دخول الباصات للبرامكة، لأنها أربعة باصات فقط، ولا تعرقل المرور، فهي لا تقف بكراج محدّد، بل تقوم بنقل ركاب القنيطرة خلال بضع دقائق وتسير فوراً.
وأبدى المواطنون استياءهم وغضبهم من قرار لجنة نقل الركاب، لأن المواطن عمله بمركز مدينة دمشق، وكانت باصات مجلس المدينة تصل للبرامكة، حيث مركز المدينة، وقالوا: إن التزام السرافيس بالعمل على خطوطها، والتقيّد بالأنظمة والتعليمات الصادرة عن لجنة نقل الركاب مرهون بإجراءات إدارية بسيطة سهلة، لكنّها رادعة. فيجب إيقاف بطاقات المازوت للسرافيس غير الملتزمة بالعمل فوراً دون محاباة أو شفاعات أو تجاوزات، ومتابعة عمل مراقبي الخط سواء في خان أرنبة أو السومرية، لتحديد موعد سير السرافيس، وتحقق الانسيابية المرورية المطلوبة، والضرب بيد من حديد لكل مخالف، سواء من سائقي السرافيس أو مراقبي الخط، وتوجيه اتحاد عمال محافظة القنيطرة الذي يُعيّن مراقبي الخط في خان أرنبة والسومرية لمتابعة عملهم الذي يجب أن يبدأ من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء، مع التنويه بأن كل سرفيس يدفع شهرياً لاتحاد العمال ألف ليرة سورية مقابل خدمات مركز الانطلاق ومراقبي الخط.
واستغرب المواطنون أن تستقوي لجنة نقل الركاب على الباصات الحكومية، أي باصات مجلس مدينة القنيطرة التي تقوم بجهد كبير مشكور بتأمين نقل المواطنين وخاصة طلبة الجامعات والمعاهد لمركز المدينة في البرامكة، وتترك بالمقابل السرافيس تستفيد من المازوت المدعوم، وتبيعه دون أن تعمل، وهذا أمر يدعو لكثير من إشارات الاستفهام، وهو مدعاة للتعجب أيضاً!!.
وخلال انعقاد مجلس محافظة القنيطرة، توقعنا أن يحظى قرار لجنة نقل الركاب بالأهمية الكبيرة التي يستحقها، لأنه حديث الناس في محافظة القنيطرة هذه الأيام، ويعني المواطنين بالدرجة الأولى، وتسبّب بمعاناة يومية للطلاب والعاملين، لكنّ أحداً من أعضاء المجلس لم يطرح هذه المعاناة الأهم، واكتفوا بطروحات مكررة، عمرها أكثر من عدة سنوات، ولن تُعالج أبداً، لأنها تحتاج إمكانيات كبيرة غير متوفرة الآن، منحازين لقضايا ذاتية تهمّ العضو أو الحيّ أو الشارع الذي يسكنه.
واتضح خلال الحوارات الجانبية غير الرسمية بالموضوع، أن غالبية أعضاء مجلس المحافظة، يجهلون آلية العمل بالنقل، ولا يعلمون عدد السرافيس المسجّلة على خط القنيطرة، لذلك يذعنون لإجابات غير مقنعة، تناقض حقيقة الأمر.
رئيس نقابة عمال النقل البري ياسر الجاسم أشار إلى أن هناك (٢٥٠) سرفيساً مسجلة بنقابة عمال النقل البري، ولو انتظم نصف هذا العدد بالعمل على الخط، لانتفت مشكلة النقل نهائياً، مشيراً إلى أن الخطوط الداخلية استحدثت بالمحافظة دون الحاجة إليها، لأن السرفيس عندما يصل لنهاية خطه المسجّل على الميكانيك، سيخدّم جميع بلدات المحافظة وقراها ومزارعها من حضر شمالاً إلى قرقس جنوباً. فليس هناك خط اسمه: دمشق خان أرنبة أبداً والخطوط المسجلة على ميكانيك السرافيس، كما يلي: -دمشق مدينة البعث الحميدية مدينة القنيطرة -دمشق خان أرنبة أوفانية عين البيضة جباثا الخشب -دمشق خان أرنبة طرنجة حضر -دمشق جبا أم باطنة ممتنة نبع الصخر -دمشق جبا مسحرة جفعيت نبع الصخر -دمشق رويحينة بئر عجم بريقة كودنة -دمشق مسحرة نبع الصخر سويسة قصيبة قرقس -دمشق كودنة الحيران المعلّقة صيدا -دمشق كودنة الحيران غدير البستان -دمشق كودنة عين العبد صيدا الرفيد.
وأضاف الجاسم أن إحداث خطوط النقل الداخلي أدّى للفوضى والتهرّب من المسؤولية، وخلط الأوراق والتلاعب بالأمور، أما الحلّ برأي نقابة عمال النقل البري، فيكمن بتطبيق القانون، ومعاقبة السرافيس التي تتهرّب من العمل على الخط، وإيقاف بطاقات المازوت المدعوم عنها فوراً، وحجزها إن تمادت بالمخالفة أصولاً، وإلغاء تسجيلها على الخط كرادع نهائي بعد استنفاد العقوبات الأسهل.
خلال جلسة طويلة مع محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل، لفت إلى تفعيل العمل الجماعي المنظّم، واستثمار الإمكانات المتاحة، والمبادرات الذاتية.
وحول باصات مجلس المدينة، اعتبر المحافظ أن مركز انطلاق السومرية نهاية لخط القنيطرة دمشق، وقد تمّ مخالفة الباصات أكثر من مرة لدخولها البرامكة، موضّحاً أنه خلال لقائه الأسبوعي مع المواطنين، لم يعرض أي مواطن هذه المعاناة، ولم يشتكوا أيضاً من عدم التقيّد بتعرفة الركوب.
وعن السرافيس المسجّلة على خط القنيطرة، أبدى خليل استغرابه عندما ذكرت له أن هناك أكثر من (٢٧٥) سرفيساً مسجلة على الخط بمديرية النقل، فاتصل بأحد المدراء المختصين، الذي قال له: هناك سرافيس لا تعمل، وأخرى متعاقدة مع مدارس ومديريات ومعامل، ومنها يقوم بالصيانة، ولم يقل الحقيقة التي يعرفها جميع الناس، وهي أن أغلب السرافيس المتغيًبة تحصل على المازوت المدعوم، ولا تعمل!.
ووعد محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل بإعادة دراسة القرار بعد استلام المحافظة حصتها من الباصات الجديدة، ودراسة إمكانية وصولها للبرامكة بالتنسيق مع محافظ دمشق، لتنقل طلبة الكليات الجامعية والمعاهد بالقنيطرة.