“عُبور”.. بالفن نعبر نحو السلام
حمص – آصف ابراهيم
يشكل الفن بكل أنواعه جسراً للعبور نحو السلام، هذا ما بدأ يشتغل عليه مشروع “عُبور” الذي أخذ على عاتقه تقديم الدعم بكل أشكاله لكل من يؤمن بأن الفن هو طريق للسلام، ونتيجة لهذا المشروع الذي بدأ فيه ملتقى هارموني الثقافي، كان المعرض التشكيلي الكبير والمتنوع الذي ضم أعمالاً فنية لنحو خمسة وسبعين شاباً وشابة عاشوا الحرب بكل تفاصيلها خلال السنوات العشر الماضية، وعبَّروا عنها من خلال الألوان، والصور الضوئية والنحت على الأجسام المختلفة، ليجسدوا من خلالها أحلامهم وأفكارهم وطموحاتهم المستقبلية.
عدد كبير من اللوحات والصور والمنحوتات زينت جدران وردهات قصر الزهراوي في حي بستان الديوان وسط حمص القديمة، تعددت وتنوعت فيها الأفكار والطروحات والأساليب والتقنيات التي تستوقفك بعمق أفكارها ورؤاها ودلالاتها ليس فقط الكامنة في اللوحات الزيتية والمائية، الناتجة عن خيال جامح وفكر متقد وحسب، بل أيضاً في تقنية الرسم على الصور الضوئية لإضفاء بصمة غنية بالمعاني والدلالات لاسيما صور مشاهد الدمار للأبنية والشوارع التي أضاف عليها الفنان لمسات بسيطة أخرجتها من حيزها المألوف، إلى بعدها الحيوي التعبيري، كأن تشاهد صورة لبناء مدمر وعلى شرفته المعلقة يرسم شاب وفتاة وكأنها دعوة لإعادة الحياة إلى هذه البيوت والأبنية المدمرة، وفي لوحة أخرى نرى مقطعاً من شارع مقفر يرسم بخطوط بيضاء بسيطة أولاد يلعبون، ودراجة هوائية وسيارة وإشارة ضوئية بألوانها الثلاثة.
الكثير من اللوحات تشتغل على متناقضات وثنائيات كثيرة مثل الدمار والبناء، الخير والشر، الحرب والسلام، الاستقرار والرحيل، كأن ترى لوحة مركبة لجدار مهدم وفي داخلها صورة لعامل بناء يبني جداراً حجرياً.
معرض “عبور” نشاط لافت حظي بإقبال جماهيري يومي متميز يستحق الدعم والتشجيع كغيره من الأفكار الخلاقة التي تشتغل على ترميم الإنسان قبل أن ترمم الحجر.