الذكاء الاصطناعي لاستكمال سيمفونية بيتهوفن
قالت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية في تقرير نشرته إنه حين توفي بيتهوفن في عام 1827، ترك وراءه بعض قصاصات ورق عليها نوتات وقِطع من ألحان ما كان يمكن أن يصبح تحفته الأخيرة.
نتيجة لهذا التراث المهم للبشرية فقد أعاد برنامج ذكاء اصطناعي بناء نصف السيمفونية العاشرة لبيتهوفن بطريقة مقنعة جداً، لدرجة أنَّ الموسيقيين المحترفين والباحثين لم يتمكنوا من تحديد أين توقفت الجمل الموسيقية الأصلية وأين تبدأ المقاطع التي أعدَّها الكمبيوتر.
سيُقدَّم العرض الأول للحركتين في مدينة بون مسقط رأس بيتهوفن بغرب ألمانيا، في احتفال متأخر بالذكرى الـ 250 لميلاده وهذه هي المرة الأولى التي تعيد فيها خوارزميةٌ بناءَ عمل لمؤلف موسيقى كلاسيكي على هذا النطاق.
من جانبه كوَّن خبير التكنولوجيا الموسيقية النمساوي ماتياس رودر فريقاً من علماء الموسيقى والملحنين وعلماء الذكاء الاصطناعي والباحثين في موسيقى بيتهوفن؛ لبدء التمعُّن في النوتة الموسيقية الأصلية التي أصبح بعضها الآن غير مقروء تقريباً.
إذ صمَّم برنامجَ الذكاء الاصطناعي أحمد الجمال أستاذ علوم الحاسوب بجامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، من جانبه قال الجمال: “نظراً إلى طبيعة الموسيقى وكونها رياضية ومنظمة جداً، اعتقدتُ منذ البداية أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل ذلك، وأعتقد أيضاً أنَّ الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على فهم مقدار كبير من الموسيقى فهماً حقيقياً أفضل من الإنسان، البشر رائعون جداً على مستويات معينة وفي تفاصيل معينة، لكن ليست لديهم القدرة لتجميع البيانات الضخمة”.
أعاد الأكاديميون بناء حركتين فقط من الأربع، لأنَّ الاثنتين الأخريين قد أعاد مؤلف موسيقى بشري تصورهما فعلاً، وهو عالم الموسيقى البريطاني باري كوبر، في عام 1988.
من جانبه قال رودر إنَّه سعيد بالنتائج، في حين قال الجمال إنَّ الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تطور برامج الحاسوب المُدرَّبة على أعمال مؤلفي الموسيقى الكبار أساليب إبداعية متماسكة خاصة بها تضاهي قمة باخ أو بيتهوفن.