حسان دغمان يطمح لترسيخ الطرب الأصيل
البعث – نزار جمول
يبدو أن الموهبة في الفن لم تعد تكفي، وخاصة إذا كانت في الغناء، فالموهبة تحتاج للعلم والتعلم بشكل صحيح كحاجتها للعلاقات لكي تقدم فنها، والموهبة الحمصية حسان دغمان ابن الـ 21 ربيعاً لم تتوقف طموحاته عند حدّ معيّن، في الغناء الطربي الأصيل والعزف على آلة العود واستطاع تنمية مقدراته في كلية التربية الموسيقية كونه أحد طلابها وفي سنته الأخيرة.
واعتبر حسان أن تطوير موهبته الغنائية بدأ بالاستماع للأغاني الطربية وحفظها ليؤديها بالشكل الصحيح، وساعده في ذلك أساتذته في الكلية المختصين بعلم الصوت والغناء والذين دعموا موهبته من خلال صقلها بالعلم والمعرفة، فضلاً عن تطوير هوايته بالعزف على آلة العود بشكل فردي، وشدّد حسان على أن صوته ينتمي للأغاني الطربية التي تحمل في طياتها الكلمة الجميلة واللحن المميز، حيث جاء تأثره بموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب ليواكب موهبته وصوته، ولأنه يعتبر مدرسة في الثقافة الموسيقية والغنائية ليكون مرجعاً فنياً تنهل منه المواهب الغنائية.
ويرى حسان أن الأغنية العربية تهاوت في المستويات الهابطة بكلماتها وألحانها إضافة لوجود المتطفلين على الغناء الذين شوّهوا الثقافة السمعية والذوق الفني، ولم ينسَ التأكيد أن هذا الفن الهابط ترعاه شركات إنتاج غير متخصصة بالفن والموسيقى لأن همّها وهدفها الوحيد هو الربح، وتمنى حسان أن تعود الأغنية السورية كأيام زمان حيث كان لها هوية خاصة فيها وكان لها موقعها في الوطن العربي، ويجب إحياء هذه الأغاني من خلال تسليط الضوء من قبل المؤسسات الثقافية والفنية الرسمية، لأن هذه الأغنية تملك اللحن والكلمات التي تستحق أن تكون الأولى، فما زالت تختزن الكثير من الكتّاب والملحنين القادرين على التعامل مع المواهب الغنائية السورية الكثيرة التي تذخر بها.
ويؤكد حسان في الختام ضرورة العمل على ترسيخ الفن الطربي لأن الفن رسالة سامية تخاطب الوجدان، كما أنه مسؤولية كبيرة وكل ذلك سيتمّ من خلال طموحه في صنع فن يترك أثراً وبصمة خاصة ومميزة عند المتلقي من الجماهير السورية الذواقة.