قاعة للتنفيس عن “غضب كورونا”
تفرج سانا سولين حاملة عصا في يدها، عن غمها في قاعة للتنفيس عن الضغوط في فنلندا هذه القاعة التي تلقى إقبالاً كبيراً من النساء لا سيما بسبب جائحة كورونا.
وقد عقدت السيدة الخمسينية العزم على التخلص من سموم كل ما يكدر عيشها، فأخرجت غضبها محطمة آلات طباعة قديمة وأواني ومكانس كهربائية لمدة 25 دقيقة على وقع موسيقاها المفضلة، وهي تقول “أصبحت في حالة جيدة جداً، وقد أطلقت العنان للغضب الذي يخالجني”.
ولم يكن من السهل عليها اتخاذ قرار المجيء إلى هذا الموقع، بحسب ما تقر وسط حطام البلاستيك والزجاج. وهي تقول “اصطحبتني صديقة إلى الموقع على سبيل التجربة، وقد رفضت ذلك في بادئ الأمر، وأنا أفضل إصلاح ما تعطل”.
لكنها أقدمت على هذه الخطوة في نهاية المطاف بمناسبة عيد ميلادها الخمسين، بعدما ارتأت أنها تستحق الترويح عن نفسها في ظل ضغوط العمل التي تواجهها في مجال خدمة الزبائن “حيث يُلقى المرء أحياناً معاملة سيئة من الناس”.
وأغلبية مرتادي “قاعة الغضب” هذه التي دشنت في مطلع تموز الفائت هم من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 25 و45 عاماً”، وفق يان رانينن صاحب الموقع الذي يحقق نجاحاً كبيراً لدرجة أن المواعيد كلها نفدت منذ افتتاحه.
وفيما يشكل الضغط الناجم عن تداعيات جائحة كورونا السبب الأكبر للغضب لدى الزبائن، تلقى قاعة متمحورة حول الطلاق مطلية بالزهري مع بزة عريس وفستان عروس معلقين على الحائط إقبالاً كبيراً بدورها.
وقد فتحت قاعات من هذا القبيل في بلدان أخرى في العالم، غير أن إقامة هذا المشروع في هلسنكي يكتسي رمزية خصوصاً بالنسبة إلى يان رانينن (44 عاماً) الذي أمضى فترة طويلة من حياته في السجن على خلفية جريمتي قتل مرتبطتين بأعمال العصابات.
وهو أراد عند خروجه من السجن قبل ستة أشهر إنشاء موقع ينفس فيه الناس عن غضبهم بكل أمان، ويعطي يان رانينن محاضرات أيضاً في مسعى إلى إبعاد الشباب عن عالم العصابات. ويقر “هذه طريقتي لأعوض على المجتمع”.