رياضةصحيفة البعث

لقاء منتخبنا الوطني مع كوريا الجنوبية.. آمال عريضة بأداء جيد ونتيجة طيبة!!

ناصر النجار

يمكن أيام تسمية هذا الأسبوع والذي يليه بـ”أيام المنتخبات الوطنية” التي تصول وتجول هنا وهناك، تعسكر وتشارك ببطولات رسمية آسيوية متعددة، والقاسم المشترك بين كل المنتخبات أن كوادرها وطنية، وهي تعمل بإخلاص وفق رؤيتها الفنية، ولها تجارب سابقة مع هذه المنتخبات.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجتمع عليه الخبراء والنقاد والفنيون أن كرتنا مملوءة بالمواهب الفطرية والخامات الجيدة التي تحتاج للعناية والرعاية الصحيحة، وهذه الرعاية تبدأ من النادي قبل كل شيء، ولسنا هنا بصدد الدخول بمهاترات حول أحقية هذا اللاعب بالانضمام إلى المنتخب (للشباب أو الأولمبي أو الناشئين) من عدمه، لأنها رؤية فنية يجب أن يحترم فيها قرار المدرب المسؤول والمعني بالمنتخب.

من هذا الباب، وجدنا أن الخطوات التي عمل عليها مدرب منتخب الرجال نزار محروس صحيحة بالمطلق من خلال استدعائه لأكثر من ستين لاعباً للمنتخب الوطني من اللاعبين المحليين فقط، وقام باختبار إمكانياتهم وقدراتهم بمعسكرات عديدة لنجد الفوائد من هذا الأمر فورية في معسكر الإمارات الأخير، واللقاء مع الصين، عندما وجد المدرب ضالته من اللاعبين البدلاء عوضاً عن المصابين الذين تعرّضوا لجائحة كورونا، فالمشهد بلقاء الصين كان إيجابياً، ولمسة المدرب ظهرت على منتخبنا، والتعادل بهدف لهدف كان جيداً، ولو كانت المباراة ودية لا يستعمل فيها المدربون كل أوراقهم الرابحة.

منتخبنا الوطني باتت له شخصيته وقوته الضاربة، وارتفع إلى مستوى يؤهله للمنافسة ولو على الصعيد المحيط، والأكثر من ذلك أنه منح الثقة الكاملة لكل المشجعين ليتفاءلوا بمنتخبهم، وليرضوا عن مسيرته، ففي هذه الفترة لم نشهد الهجوم السلبي على المنتخب رغم أنه لم يحقق النتائج المنتظرة، لأن الأداء كان أجمل من النتيجة، ولأن الخطوات المتبعة صحيحة بالمطلق.

نحن هنا لسنا بمعرض الترويج لكادر المنتخب الوطني، لكننا نقف أمام مسألتين مهمتين:

المسألة الأولى تتعلق بشخصية المدرب، فنحن مع المدرب الوطني شرط أن يكون مؤهلاً لقيادة المنتخبات الوطنية، وأن يملك الخبرة في هذا المجال، لذلك فإن تجربة المحروس مع المنتخب الأول جيدة حتى الآن، ولابد من تعميمها على بقية المنتخبات من خلال التعاقد مع مدربينا المحترفين بالخارج الذين أثبتوا جدارتهم خارجياً، ولهم اسمهم وإنجازاتهم، وهذا يؤكد أن المدرب الأجنبي والعربي لم نستفد منهما مطلقاً، بل ساهما بتراجع كرتنا على صعيد الأندية والمنتخبات، والسنوات العشر الأخيرة شاهدة على ما نقول، وهذا أيضاً يؤكد ضرورة العناية بالمدرب الوطني، وفتح المجال للموهوبين منهم لاتباع دورات متقدمة، وفترات تعايش مع مدربين عالميين.

المسألة الثانية تتعلق بالصبر على النتائج، فكرة القدم لا تنتهي ببطولة أو مباراة، ومنتخبنا الوطني بدأ خطواته الأولى الصحيحة في عمليات الانتقاء والتحضير والاستعداد، وبتنا نرى في هذا المنتخب أكثر من منتخب قادر على تمثيل كرتنا الوطنية، وسنصل إلى درجة التقدم إن استمرت هذه الخطوات، فمسألة غياب بعض اللاعبين للاعتزال أو الإصابة لن تؤثر على مسيرة المنتخب.

منتخبنا الوطني سيواجه منتخب كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل وهو من أقوى المنتخبات الآسيوية، كلنا أمل بأن يقدم منتخبنا الأداء المنتظر الذي يرضي عشاقه، وأن يحقق نتيجة طيبة تعوضه ما فقد من نقاط في الجولتين الماضيتين لتكبر آماله بالتأهل إلى المونديال المنتظر.