ليلة سقوط “الفيس بوك”.. اقتصادنا لا يتأثر بل يزيد الإنتاجية
دمشق- ميس بركات
مع الانقطاع الكامل لشبكة فيسبوك، وانستغرام، وخدمات ماسنجر، خلال الساعات الماضية، والذي صنّف كأكبر انقطاع في تاريخ “فيسبوك”، تسابقت وسائل الإعلام العالمية والمنصات الاقتصادية لحساب خسائر كبرى الشركات العالمية وهبوط سهم “فيسبوك” في البورصة بنحو 5%، ناهيك عن وصول حجم خسائر مارك زوكربيرج – مالك ومؤسس فيس بوك إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار، وفي خضم “التطبيل والتزمير” بأرقام لا يتسّع لها عقل المواطن السوري عن تلك الخسائر والتي لم تتوقف منذ ساعة إعادة عمل شبكات التواصل الاجتماعي حتى الآن تبادر إلى أذهان الكثيرين جملة من التساؤلات التي تبادلوها بأسلوب من السخرية حول ما إذا كان لانقطاع وسائل التواصل الاجتماعي تأثير اقتصادي ولو بالحدود الدنيا على بلدنا.؟!
وعلى الرغم من أنّ اقتصادنا لا يعتمد على التقنيات الالكترونية حسب ما أكده لنا أهل الخبرة، إلّا أن العديد ممن يدور مجال عملهم في فلك التسويق الالكتروني أكدوا تأثّر مبيعاتهم بنسبة خسائر تجاوزت 5%، خاصّة في ظل اعتماد الكثيرين اليوم على التسوّق الالكتروني، معتبرين أن غياب الإنترنت لساعات ليست بالطويلة سبب قلق وأوجد أفق للتفكير في حلول بديلة في حال استمر الوضع لأيام، وكيفية تدارك تلك الخسائر التي ستحصل، ليؤكد محمد كوسا”خبير اقتصادي” وجود مبالغة وتهويل في تعرض اقتصادنا لخسائر مع توقف منصات التواصل الاجتماعي عن عملها، ولم يُنكر كوسا وجود جزء من الأفراد وأصحاب المهن الحرة تتابع قضاياها عبر هذه المواقع، لكن لا يمكن أن نجزم وجود خسائر مالية حقيقية، ولخّص كوسا تأثير هذا الانقطاع بحصول بطء بعقد الصفقات والتداول على مستوى الأفراد لا على مستوى الشركات والمؤسسات العامة، كون الاتصالات الخليوية لم تنقطع والتي تسمح بإتمام تلك الصفقات، منوّهاً إلى أن الانقطاع هذا يسهم بزيادة الإنتاجية في حال كان خلال فترات النهار في بلدنا، خاصّة وأنّ مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ حيّز كبير من العمل، ولفت كوسا إلى أننا بلد لا يتأثر بالصدمات العالمية كثيراً “تقنياً، اقتصاد عالمي…”، خاصّة مع عدم وجود بيانات حقيقية في سورية توضح مدى اعتماد الاقتصاد كأفراد ومؤسسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم توفر جهة تدرس تلك البيانات وتقدم دراسات ومخرجات للنتائج التي تصل لها.
في المقابل أكد رائد اسكندر خليل “إدارة عامة” أن توقف عمل وسائل التواصل الاجتماعي لبضع ساعات أوجد اتجاهين مختلفين، إذ تأقلمت الفئة العمرية التي تجاوزت سن الأربعين مع هذا الانقطاع بسهولة ومرونة أكبر من الفئة الشابة التي باتت رهينة لهذه الوسائل وانساقت خلف أهواء الفيس والتلغرام و…، لتتبنّى هذه الفئة الشابة أفكار كل ما تقدمه تلك الوسائل من أفكار وطروحات صحيحة كانت أم خاطئة، الأمر الذي يحتّم وجود ضوابط تردع هذه الحالة التي أضرّت بالحالة النفسية لدى أغلب الجيل الجديد، لافتاً إلى أن هذا الانقطاع وفرّ فسحة اجتماعية لدى الفئة الأخرى التي استغلت غياب الإنترنت بالكثير من الإيجابية ولم تجعل تلك الوسائل تسيطر على عقولها وعلى تفاصيل معيشتها، ولم ينف خليل تأثر بعض الأفراد العاملين في مجال التسويق والترويج والإعلان عبر تلك المنصات بأرقام مالية لا تصل لحد الحديث عنها وتداولها في اقتصادنا كوننا بلد لا يعتمد في اقتصاده حتى الآن على هذه التقنيات بشكل أو بآخر.