أوركسترا النفخيات السورية تبدع بألوان موسيقية
قدمت أوركسترا النفخيات السورية بقيادة المايسترو إيهاب القطيش أمسية موسيقية على مسرح الأوبرا بمشاركة عازف العود كنان ادناوي بفقرة خاصة وكذلك عازفة الفلوت مارلا صحناوي، وفي هذه الأمسية اعتمد القطيش على تنويعات من الآلات الإيقاعية الخشبية واللحنية مع الدرامز، فكان لها دور أساسي في الإيقاع اللحني، كما شارك الهارب رهف شيخاني في بعض المقطوعات، وتمازجت الألحان بالتوازي بين الخط الإيقاعي وبين آلات النفخ الخشبية والنحاسية التي أخذت دور السارد الموسيقي ضمن توليفة الأوركسترا كاملة أو من خلال جزء من الآلات في مواضع.
التنوع بالبرنامج المتّسم بجمالية التوزيع الموسيقي لعدد من الموسيقيين منهم جورج موسى وناريك عبجيان ميّز الأمسية فلم تقتصر على المقطوعات العالمية ذات الخصوصية، إذ قدمت الموسيقا السورية بأنماط مختلفة، وقد تكاملت الألحان مع الخلفية السينمائية وإيحاءاتها التعبيرية بمضمون المقطوعات، وكانت البداية بالسمفونية الإفريقية للمؤلف Van mccory بالتناوب بين الإيقاعيات حيناً وتباطؤ الضربات ثم التصاعد مع التيمباني وبقية الإيقاعيات وتداخلها مع توليفة الأوركسترا، ليتوازى الخط الإيقاعي مع النفخيات وتميّزت بالأبعاد اللحنية المختلفة بالقفلة التي شدّت الجمهور، وبعد اللحن الإيقاعي شغلت الفلوت بتدرجاتها اللحنية حيزاً من الأمسية بالعزف المنفرد لمارلا صحناوي بمقطوعة المؤلف توماسو ألبنيوني “adagio” وتناغمت نغمات الفلوت الجميلة مع نغمات الهارب بلحن سحري رقيق مع العزف بالأصابع على الكونترباص، لتنهي الفلوت المقطوعة.
عاد اللحن الإيقاعي بمقطوعة “concert march op.9” للمؤلف آدم بين مع البيانو والطبل الكبير والتناوب بين الإيقاعيات الخشبية واللحنية البراقة التي كان لها حضور جذاب في المقطوعة الشهيرة “magic” للمؤلف مانسان هنري مع المؤثرات الصوتية والفاصل للآلات النفخية ودور مجموعة الفلوت والكلارينيت، ثم المتتالية الإيقاعية بالقفلة.
شارك كنان ادناوي بمقطوعة من تأليفه “oriantal dance” كتبها ليكون العود اللحن الأول مع مرافقة الأوركسترا، فكانت البداية مع العود والبيانو ثم التصاعد اللحني بين العود والنفخيات والتناغم مع الضربات الخفيفة للتيمباني ونغمات الهارب وصولاً إلى العزف المنفرد لادناوي وامتداد اللحن الأساسي الشرقي ثم يعود إلى مرافقة الفرقة.
كما خصّت الأوركسترا الراحلة الكبيرة ميادة بسيليس بتحية حب وشغف بأغنيتها الرائعة التي أيقظت الفرح بقلوب محبيها “خليني على قدي” موسيقا سمير كويفاتي توزيع أحمد علي، وقد أخذت النحاسيات دور الصوت الغنائي مع مرافقة الأوركسترا باللحن.
وهيمنت الموسيقا السورية بعزف مقتطفات من التراث “يا محلا الفسحة والبنت الشلبية” وبدت جمالية اللحن بالتوزيع الموسيقي على آلات الأوركسترا.
الملفت بالأمسية أيضاً أنها توافقت مع تاريخ ميلاد المايسترو أندريه معلولي، فوجّه له إيهاب القطيش مع الموسيقيين تحية بعزف أغنية “يوم ميلادك” كما عزفت الأوركسترا مقطوعات عالمية أخرى.
التوازن الصوتي
على هامش الأمسية أوضح عازف العود كنان ادناوي لـ”البعث” أن مشاركته نوعية لأن العزف مع هذه الآلات لا يكون في أي مكان لخصوصية الآلات النفخية، والعود سيكون مميزاً وغريباً بالمنطق الإيجابي، فلأول مرة سيقدم العود مع أوركسترا النفخيات في سورية بأسلوبها الخاص وطابع موسيقا الآلات، وتابع: تبدو جمالية مقطوعة العود “oriental dance” ليس بمشاركة العود وإنما بنوعية اللحن والإيقاعيات التي استخدمتها، فلم أستخدم ميكس، وإنما ميلودي تعزفه كل آلات الأوركسترا ويلمع بكل تفاصيله بالديناميكية وأصوات الآلات والتوازن الصوتي والهارموني والانسجام، كما استخدمت إيقاعيات تمسّ هويتنا الموسيقية السورية مثل سماعي ثقيل أو دور هندي أو سبعة على ثمانية كل هذه التفصيلات جمعناها بهذه المقطوعة، إضافة إلى المقامات الأساسية مثل مقام حجاز مقام كرد، وفي نهاية المقطوعة رقصة بإيقاع سبعة على ثمانية، وسيستشفّ الجمهور أنها تنتمي بشكل عام إلى سلسلة المقطوعات التي أكتبها.
الموسيقا السورية
كما تحدث المايسترو إيهاب القطيش عن هذه الأمسية التي تميّزت بلون جديد للأوركسترا مع العود والفلوت إضافة إلى الهارب، وقد طغت الموسيقا السورية على البرنامج، وأعرب عن سعادته بدعم الجمهور ودار الأوبرا ووزارة الثقافة وأصدقائه الموسيقيين لاستمرار الأوركسترا ونجاحها وتطورها في كل أمسية، وقد أخذت الآلات الإيقاعية بأنواعها دوراً كبيراً ضمن توليفة الأوركسترا أكثر من الأمسيات السابقة كلون جديد لكسر النمطية.
ملده شويكاني