رياضةصحيفة البعث

المنتخب الأولمبي في غرب آسيا.. حقائق فضحت كرتنا وكشفت المستور

ناصر النجار

خسارة تاريخية لمنتخبنا الأولمبي أمام المنتخب الأردني بخمسة أهداف مقابل هدفين في بطولة غرب آسيا فتحت الكثير من العناوين حول واقع كرتنا بشكل عام، ليس على صعيد المنتخب الأولمبي فحسب، بل على كل الأصعدة، بدءاً من عمل الأندية، إلى العمل الإداري، إلى الفكر الذي يقود كرتنا إلى المجهول، وإلى الثقافة الكروية المهترئة، فمن غير المقبول المقارنة بين كرتنا والكرة الأردنية أو الكرة اللبنانية، كون كرتنا أرقى وأعرق، وكيف للبنان (مثلاً) أن يتفوق علينا ومساحته تعادل مساحة حمص، وعدد سكانه يوازي عدد سكان محافظة من المحافظات السورية؟ وكيف لنا أن نقتنع أن الأردن يملك من المواهب ما هي قادرة على تنحيتنا جانباً، هل هذا معقول؟ وبلدنا مملوء بالمواهب والخامات، لكنها ضائعة في ظل تخبط كروي بني على أساس المصلحة الشخصية!.
المشاركة في بطولة غرب آسيا كشفت عورات كرتنا، فالنتيجة الجيدة أمام البحرين كانت استثنائية، ولكن عندما لعبنا مع السعودية والأردن انكشف المستور.
وإذا فكرنا بالأسباب سنجدها بالجملة الشهيرة التي أطلقها رئيس اتحاد الكرة العميد حاتم الغايب عندما قال في تصريح صحفي: عندي من الأمور إن قلتها ستهز الرياضة السورية؟.
هذا هو الفكر البالي الذي تبنى عليه كرة القدم للأسف، وربما الرياضة بشكل عام، وبصريح العبارة فإن الغايب يهدد بفضائح إن اقترب أحد من منصبه، أو حاول دفعه للاستقالة، خصوصاً أن الكثير بات يتنطح ويتكلم عن تغييرات في اتحاد كرة القدم، وبات الهدّامون يرشّحون كل يوم شخصاً لتولّي اتحاد كرة القدم.
بمثل هذا الفكر الكروي لن نتقدم ولن ننعم بكرة محترفة تسير نحو الأمام خطوات واسعة، فاتحاد همه الدفاع عن مكاسبه ومناصبه هو اتحاد غير جدير بقيادة الكرة السورية.
لا نريد أن ننزل إلى مستوى الحوارات العاطفية التي تتحدث عن أمور نخجل من ذكرها لأننا نريد أن نرتقي بالحوار، وأن نعالج أخطاء كرتنا فنياً وإدارياً بعيداً عن المهاترات والشخصنة، ولكن للأسف نجد أن ما يقال صحيح، وأن الخطوات الأولى في عملية بناء المنتخبات الوطنية خاطئة لأنها مبنية على أساس المصالح والدعم الشخصي، لذلك لا نجد أن الحل بالحل، فتعاقب الاتحادات الكروي لم يصلح الأحوال، ولم يعالج الخلل، ولم نجد فيه الحلول المجدية، الحل هو تغيير طريقة العمل، وآلية الانتخاب، والكثير من القوانين البالية التي لا تطور رياضتنا، بل تعيدها إلى الوراء خطوات كثيرة.
لابد من إعادة النظر بالكثير من القوانين والآليات لنحصل على ما نريد، ودون ذلك لن نحقق التطور الرياضي، سواء في كرة القدم، أو غيرها من الألعاب.