بوتين: حركة عدم الانحياز تؤدّي دوراً مهماً للغاية على الصعيد الدولي
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن حصول بلاده على صفة مراقب لدى حركة عدم الانحياز يوفر إمكانية جديدة للتعاون في ضمان الأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
ونقل موقع الرئاسة الروسية عن بوتين قوله في رسالة له إلى المشاركين في الاجتماع رفيع المستوى لدول حركة عدم الانحياز في بلغراد بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيسها: إن هذه المنظمة الدولية تلعب دوراً مهماً للغاية في الشؤون الدولية”، مذكراً بأن حركة عدم الانحياز تدافع بشكل مضطرد عن مبادئ المساواة المطلقة لجميع الدول واحترام سيادتها ومصالحها المشروعة وتؤيد الحوار البنّاء المتعدّد الأطراف بما يتفق بدقة مع روح ونص ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد بوتين أن الإمكانات الإيجابية لحركة عدم الانحياز مطلوبة بشكل خاص الآن عندما “بات الوضع في العالم أكثر اضطراباً ويتعين على البشرية مواجهة العدد المتزايد من التهديدات والتحديات”، لافتاً إلى أهمية أن تشارك هذه المنظمة بنشاط في حل الأزمات وتقديم مساهمة كبيرة في الجهود الجماعية لبناء نظام عالمي أكثر ديمقراطية واستقراراً وتعزيز الثقة والتفاهم المتبادل بين أعضاء المجتمع الدولي.
واعتبر الرئيس الروسي أن حصول بلاده مؤخراً على صفة مراقب لدى حركة عدم الانحياز يفتح فرصاً جديدة للتعاون في معالجة القضايا الملحة لجدول الأعمال الإقليمي والعالمي في ضمان الأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية دور دول حركة عدم الانحياز في مواجهة الاضطرابات والأزمات المتزايدة التي يشهدها العالم وبناء نظام عالمي أكثر ديمقراطية يسوده التعاون والأمن والاستقرار.
وأوضح لافروف خلال كلمة أمام الاجتماع رفيع المستوى لدول حركة عدم الانحياز في العاصمة الصربية بلغراد بمناسبة الذكرى 60 لتأسيسها، أن الهجمات المستمرة على ميثاق الأمم المتحدة ومحاولات استبدال هيكلها المركزي بما يسمّى النظام القائم على القواعد ذات المعايير المزدوجة هدامة وخطيرة.
ولفت لافروف إلى أن التضامن بين دول حركة عدم الانحياز قادر على مقاومة مثل هذه المحاولات وعلى مواجهة العقوبات الأحادية الجانب ومكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان.
وأعرب لافروف عن أمله أن يوصل اجتماع دول الحركة رسالة واضحة إلى معظم دول العالم حول عدم وجود بدائل لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ المساواة في إقامة العلاقات بين الدول.
ولفت لافروف إلى أهمية حصول روسيا على صفة مراقب في الحركة لأن ذلك يفتح إمكانيات جديدة للتفاعل في حل القضايا الإقليمية والعالمية وضمان الأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
صربيا التي تحتضن عاصمتها اجتماع الحركة، جدّدت التأكيد أنها في ظل قيادتها الحالية ستلتزم الحياد العسكري ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” ولن تدعم العقوبات ضد روسيا.
وقال وزير داخلية صربيا ألكسندر فولين في مقابلة مع وكالة نوفوستي: طالما بقي ألكسندر فوتشيتش في منصب رئيس صربيا وطالما بقيت أعمل في الهيئات الأمنية الصربية لن تصبح صربيا عضواً في “ناتو” وسنحرص بشدة على الحفاظ على حيادنا العسكري.
وأضاف: لن تدعم صربيا أبداً العقوبات أو الهستيريا المعادية ضد موسكو حيث أظهر التاريخ أن كل فوبيا تجاه روسيا هي فوبيا تجاه الصرب أيضاً.
وكان فولين أعلن في آذار الماضي أن بلاده لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي حتى لو بقيت آخر بلد في أوروبا ليست عضواً بالحلف.
وفي شأن آخر، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أنه لا فائدة حالياً من التحدث مع السلطات الحالية في أوكرانيا.
وقال مدفيديف في مقالة نشرتها اليوم صحيفة كوميرسانت تحت عنوان “لماذا تبدو الاتصالات مع القيادة الأوكرانية الحالية عديمة الفائدة”: إن بناء العلاقات مع السلطات الحالية في كييف أمر غير مثمر ويجلب الضرر الكبير.
وأشار مدفيديف إلى أن رئيس أوكرانيا الحالي فلاديمير زيلينسكي كان يتحدّث طوال حياته باللغة الروسية وعمل في روسيا فترة طويلة، لكنه وبعد تولي السلطة قام بتغيير توجهه السياسي والأخلاقي بالكامل وبدأ يخدم القوى القومية المسعورة في أوكرانيا.
وشدّد على ضرورة انتظار ظهور “قيادة عاقلة” في أوكرانيا لا تسعى إلى المواجهة الشاملة مع روسيا بل بناء علاقات متساوية ومفيدة للطرفين.
وفي الشأن الأوكراني أيضاً، قالت المتحدثة باسم الداخلية الروسية إيرينا فولك: إن وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف، أعرب عن قلقه إزاء تنامي “انتشار المخدرات في أوكرانيا”.
وذكرت أنه يتم استخدام موانئ أوكرانيا، لتهريب الأفيون والمخدرات من أفغانستان.
ونوّهت المتحدثة، بأن الوزير الروسي تحدّث عن ذلك في اجتماع لمجلس وزراء الداخلية للبلدان الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، الذي عقد بالفيديو.
وأشارت إلى أن العمل المشترك لمكافحة التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، لا يزال يمثل أولوية التعاون بين هيئات حماية القانون في بلدان رابطة الدول المستقلة.
وأضافت فولك: “ووفقاً للوزير الروسي، بالإضافة إلى مخاطر النشاط الإرهابي والمتطرف، يجب الأخذ بالاعتبار التأثير التقليدي للعامل الأفغاني في جرائم المخدرات، كما يثير القلق تزايد انتشار المخدرات في أوكرانيا، التي يتم استخدام موانئها لتهريب المواد الأفيونية الأفغانية”.
ونوّهت المتحدثة، بأنه يتم تصنيع المخدرات الاصطناعية بكميات كبيرة داخل أوكرانيا.