لافروف:الناتو يحاول تقويض آليات التفاعل القائمة بين الدول في آسيا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” يسعى بعد مغادرة أفغانستان إلى إعادة نشر قواته في آسيا إضافة إلى إرسال اللاجئين إلى المنطقة.
ونقلت سبوتنيك عن لافروف قوله خلال اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا في كازاخستان “إننا نرى محاولات تسخين الوضع وتقويض آليات التفاعل القائمة بين الدول.. إن الهياكل الضيقة والكتل العسكرية التي تم إنشاؤها بمنطق الحرب الباردة وسياسة الاحتواء تساهم بدورها في ذلك”.
وأضاف لافروف “يمكن في هذا الصدد الإشارة إلى سعي حلف شمال الأطلسي بعد أفغانستان إلى إعادة نشر القوات في مناطق أخرى سواء في كانت وسط أو جنوب أو جنوب شرق آسيا وفي نفس الوقت إرسال أعداد كبيرة من المهاجرين الأفغان إلى هذه المناطق”.
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة توتراً بسبب تعزيز تواجد الحلف العسكري بالقرب من الحدود الروسية الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات مع الحلف.
في الأثناء، انتهت المحادثات بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، ونظيرته الأمريكية فيكتوريا نولاند، التي استمرت أكثر من ساعة ونصف في مبنى الخارجية الروسية.
وقال ريابكوف، إن الحديث مع نولاند، كان صريحا للغاية، لكن مواقف الطرفين لا تزال حتى الآن غير متطابقة بشكل جيد.
وأشار ريابكوف، إلى أنه لم يناقش مع نولاند موضوع أوكرانيا. وأضاف: “حتى الآن، لم يتحسن هذا الوضع المتعلق بالتأشيرات والعمل القنصلي ووجود الموظفين الدبلوماسيين – الروس في الولايات المتحدة والأمريكان في روسيا. لقد تحدثنا بصراحة شديدة حول هذا الموضوع مع نولاند. الأمريكيون لا يستمعون لمنطقنا ولمطالبنا. لكن مع ذلك، كانت المحادثات مفيدة”.
وتابع ريابكوف، أن موسكو لا تستبعد حدوث مزيد من التدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة، ما لم يتم بذل جهود إضافية للتطبيع.
وقال: “لا يوجد تقدم”. ونوه ريابكوف، بأن موسكو لا تستبعد تجميد عمل البعثات الدبلوماسية لروسيا والولايات المتحدة، لكنها ترغب في تجنب مثل هذا السيناريو.
وأشار إلى أنه “تم الاتفاق، على تكثيف المناقشات وإجراء مشاورات متخصصة. بالإضافة إلى أنه ستكون هناك مشاورات إضافية حول بعض قطاعات العلاقات الثنائية والتأشيرات وعمل البعثات الأجنبية”.
في سياق متصل، قال ريباكوف إن الاتهامات الأمريكية لموسكو باستخدام إمدادات الغاز أداة للضغط وقحة، مضيفاً هذا كلام وقح وعديم الحياء يواصلون فيه تكرار مثل هذه الاتهامات كالأسطوانة المشروخة.. نحن لم نستخدم أبدا توريد الطاقة كوسيلة للضغط.
وأشار ريابكوف إلى أن الاتهامات ضد روسيا والتي يتم نشرها على نطاق واسع ليست إلا جزءا من حرب إعلامية يواصل الغرب شنها ضد موسكو في اتجاهات عديدة.
وأضاف ريابكوف سيستمرون في اتهامنا بكل شيء لكن موسكو تعمل باستمرار لتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة.
وارتفعت أسعار الغاز في القارة الأوروبية بشكل كبير في الآونة الأخيرة لتسارع واشنطن إلى اتهام موسكو بالمسؤولية عن ذلك الأمر الذي نفته روسيا بشدة.
إلى ذلك، أكد النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن الأراضي الروسية غير قابلة للتجزئة كما ان حدود الاتحاد الروسي لا تخضع للمراجعة.
وقال جباروف في تعليقه على تصريح لرئيس الوزراء الياباني الجديد فوميو كيشيدا حول امتداد سيادة طوكيو إلى جزر الكوريل الجنوبية “إنه خطاب مظاهرة في جلسة استماع بالبرلمان يهدف إلى تهدئة المجتمع والأحزاب السياسية اليابانية” مضيفاً أن “كيشيدا يفهم بشكل ممتاز أن الأراضي الروسية غير قابلة للتجزئة وأن حدودها لا تخضع للمراجعة وهذا ما ينص عليه الدستور وبالتالي فان أي تعد على هذه الأراضي سيعتبر عدوانا”.
وعبر السيناتور الروسي عن أسفه لأن تصريحات من هذا النوع لا تسهم في تحسن العلاقات الروسية اليابانية مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الياباني الجديد سيواجه صعوبات في تفسير موقفه لموسكو وخاصة حول الأساس الذي اعتمده في تصريحه حول سيادة بلاده على جزر الكوريل الجنوبية.
وتطالب اليابان بجزر شيكوتار وكوناشير وإيتوروب وهاموباي اعتماداً على اتفاقية ثنائية حول التجارة والحدود وقعتها مع روسيا في عام 1855 وحولت طوكيو مسألة إعادة هذه الجزر إلى شرط لتوقيع معاهدة سلام مع روسيا لم يتم توقيعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
من جهة أخرى، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نواب التشكيلة الجديدة الثامنة لمجلس النواب (الدوما) ببدء عملهم، داعيا إياهم إلى احترام التقاليد البرلمانية وتركيز جهودهم على تحقيق الأهداف الوطنية.
وفي كلمة ألقاها في الكرملين اليوم الثلاثاء في استقباله نواب التشكيلة الجديدة للدوما، أشار بوتين إلى أهمية أن ترتبط مبادراتهم التشريعية بالأهداف العامة لتنمية البلاد، قائلا: “لا شك أنكم سوف تسعون إلى تنفيذ وعودكم وبرامجكم الحزبية وطرح مبادرات تشريعية. ومن بالغ الأهمية أن ترتبط هذه الأخيرة ارتباطا وثيقا بأهدافنا التنموية الوطنية، وأن نجهد معا من أجل مصلحتنا المشتركة”.
ودعا رئيس الدولة النواب إلى ضمان الاستمرارية في عمل مجلس النواب والحفاظ على تقاليد الحياة البرلمانية في البلاد.
كما أشار بوتين إلى أن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي ويجب أن تُسمع في قاعة البرلمان وجهات نظر مختلفة، “كي تفتح المناقشات سبيلا لقرارات متزنة”.
وجرت انتخابات التشكيلة الثامنة للدوما الروسي في الفترة من 17 إلى 19 أيلول، وحصل “روسيا الموحدة” على 324 مقعدا، لتتوزع سائر المقاعد النيابية كالآتي: الحزب الشيوعي (57 مقعدا)؛ حزب “روسيا العادلة – من أجل الحق” (27 مقعدا)؛ حزب “الناس الجدد” (13 مقعدا)؛ حزب “القاعدة المدنية” (مقعد واحد)؛ حزب الوطن” (مقعد واحد)؛ حزب النمو (مقعد واحد)؛ مستقلون (5 مقاعد).