أمنيات ووعود
سلوى عباس
كم هو جميل هذا التنافس بين زملائنا الصحفيين والحراك المحموم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلها من جوالات وواتس وفيس وتيليغرام وغيرها في ترشيح ممثليهم للمؤتمر السابع لاتحاد الصحفيين الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، هذا المؤتمر الذي نتمنى أن يكون علامة فارقة في تاريخ العمل النقابي، وقد عمل زملاؤنا في المكتب التنفيذي للدورة الماضية على رسم مشهد نقابي أسس بشكل جيد لهذه الدورة التي نتمنى من زملائنا الصحفيين المرشحين للمؤتمر أن يقرؤها بشكل جيد ومنصف، والوقوف على إيجابياتها وسلبياتها من أجل انتخابات حرّة ونزيهة من شأنها تحقيق الآمال والطموحات التي رسمها زملاؤنا المرشحين والتي نأمل أن تترجم أفعالاً مستقبلية بولادة قيادة نقابية متماسكة هاجسها الأكبر بناء مؤسسة قوية بأعضاء أكثر حيوية وقدرة على ممارسة العمل الصحفي بأرقى أشكاله وأبعاده الإنسانية، قيادة نقابية تكون أكثر قرباً من الزملاء الصحفيين الحقيقيين، تمثل حالهم بقلمهم الحر وكلمتهم الصادقة، زملاء يعملون من أجل تحسين وتطوير العمل الصحفي.
موضوعات عديدة وقضايا هامة تتعلق بالمهنة وآلية تطويرها وظروف العمل، طرحها زملاؤنا عبر صفحتي فرع دمشق لاتحاد الصحفيين –المهنية والاجتماعية- منها ضرورة رفع سن التقاعد، وتأمين مستلزمات العمل الصحفي، ومنح الصحفيين الحرية الإعلامية ليستطيعوا القيام بالدور المطلوب منهم، ورفع قيمة طبيعة العمل بما يتناسب مع الجهد الحقيقي المبذول وتعزيز الجانب الاجتماعي بين الزملاء، وإيجاد حلول لمشكلة التوصيف الوظيفي للصحفي، والارتقاء بالواقع الإعلامي وتنفيذ القرارات التي تتخذ في المؤتمرات، وأن يكون الاتحاد حاضراً في كل المسائل المتعلقة بالعمل الإعلامي، كالرقابة على الدورات الإعلامية التي تجريها مراكز التدريب الخاصة، ورفع قيمة الضمان الصحي، والعمل على تعديل قانون الاتحاد وقانون الإعلام، ولعل أهم ماطرح من قبل الزملاء الصحفيين إعادة الاعتبار للصحفي عبر تحديد شروط الانتساب للاتحاد بضبط مهنة الصحافة وحصرها بمن هم أهل لها، خاصة وأن منبر الصحافة أصبح مشاعاً لكل من يجيد القراءة والكتابة دون أن يملك مؤهلات العمل الصحفي، وبالتالي هؤلاء يأخذون فرصة الكثير ممن درسوا الإعلام ولم يجدوا فرصتهم ليطبقوا ما درسوه بموضوعات صحفية تحمل بصمتهم ورؤيتهم. لكن السؤال الذي يحضر هنا هل حل المشكلة بتغيير الوجوه أم أن المشكلة تتعلق بعدم قدرة النظام الداخلي للاتحاد على إنصاف الصحفيين والافتقاد لآليات وقوانين تنظم عمل الاتحاد، وباعتقادي أن الخلل يكمن هنا.
الصحفيون السوريون يعلقون آمالاً كبيرة على هذا المؤتمر، وهنا لابد من التأكيد على مسالة هامة جداً وهي أن اتحادنا-اتحاد الصحفيين- هو مؤسسة إعلامية وطنية حضارية نعتز بها وبأننا نعمل فيها ولها وبها وتضم في صفوفها خيرة الإعلاميين، وأن تلك المؤسسة عملت ومازالت على تقديم الدعم والرعاية لأبنائها، فاتحادنا منذ تأسيسه وحتى الآن شكّل منبراً مهماً في تجسيد تطلعات الصحفيين وطموحاتهم، وفي مواقفه الوطنية ودفاعه عن قضايانا المهنية، كما نعتز بوجود قامات إعلامية شكلت علامات فارقة في المشهد الإعلامي العربي عامة والسوري على وجه الخصوص، قامات أسست لهيكلية مؤسستنا وتقديم ما يلزم من اقتراحات لتفعيلها وجعلها بيتاً عامراً بالخير وبالحب وبالجمال لكل الإعلاميين السوريين، فهل لنا عبر مؤتمرنا هذا أن نستعيد هذه الصورة الجميلة والمتألقة لاتحادنا باختيار زملاء يستطيعون الدفاع عن حقوق المهنة وأبنائها دون حساب لمصالحهم الشخصية، والابتعاد عن الشللية والتكتلات المريضة، واختيار الأكثر قدرة على خدمة المهنة، والأكثر وعياً لرسالتهم بأبعادها المهنية والإنسانية، وذلك لن يتحقق إلا بقيادة نقابية معبرة عن رغبة ناخبيها.. هذا ما نرجوه وننتظره!!